لا مياه ولا كهرباء.. إيران تغرق في العطش والظلام وسط أزمة غير مسبوقة منذ 60 عامًا

عمان1:تواجه إيران أزمة في إمدادات المياه والكهرباء نتيجة موجة حر شديدة تضرب البلاد منذ يوم الجمعة، تسببت بانخفاض غير مسبوق في مستويات المياه بالخزانات، هو الأدنى منذ قرن، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام رسمية، اليوم الثلاثاء.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، نقلًا عن هيئة الأرصاد الجوية، بأن 18 محافظة من أصل 31، بما فيها العاصمة طهران، تأثرت بالحرارة المفرطة، وسط توقّعات بانحسار تدريجي لموجة الحر اعتبارًا من الخميس.
الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي وشح المياه أثّرا بشكل كبير على السكان، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع في ظل استمرار الضغط على البنية التحتية المائية والطاقة في البلاد.
وأعلنت شركة المياه والصرف الصحي في طهران أن موجات الجفاف خلال السنوات الخمس الماضية، إلى جانب انخفاض معدل الأمطار في هذا العام المائي، تُعدّ غير مسبوقة منذ 60 عامًا، وقد أثّرت بشكل حاد على موارد المياه في العاصمة الإيرانية.
ووفقًا لبيان الشركة الحكومية، فإن المخزون الحالي في السدود، التي تغذي طهران بالمياه، في أدنى مستوى له منذ قرن.
وقد أوصت السكان المقيمين في المجمعات السكنية متعددة الطوابق بتركيب خزان مياه ثم مضخة في الطابق الأرضي أو الطوابق السفلية، "للتغلب على مشكلات انخفاض الضغط".
وانتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تزويد سكان مدينة شهريار بمحافظة طهران بالمياه عبر صهاريج.
وبالإضافة إلى أزمات المياه، فقد أفاد عشرات المواطنين من مدن إيرانية مختلفة بأن الكهرباء تنقطع مرتين يوميًا، كل مرة لساعتين على الأقل، في حين تُقطع المياه لمدة لا تقل عن أربع ساعات في اليوم.
وقال أحد المواطنين إن الكهرباء انقطعت في منزله من الساعة 12 ظهرًا حتى الخامسة مساء، وأضاف: "نكاد نموت من العطش والحرارة".
وأشارت مواطنة أخرى إلى انقطاع الكهرباء والماء في آنٍ واحد قائلة: "لم يتبقَ سوى الغاز.. عندما تنقطع الكهرباء، ينقطع معها الهاتف والإنترنت أيضًا".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن "العجز في سدود طهران يبلغ 500 مليون متر مكعب"، مضيفة أن إجمالي مخزون السدود حاليًا يبلغ نحو 414 مليون متر مكعب، بينما من المفترض أن يكون في هذا الوقت من العام 925 مليون متر مكعب.
أما سد "لار" فلم يُملأ منه سوى 7 في المائة فقط، وهو ما يُمثّل انخفاضًا بنسبة 34 في المائة مقارنة بالعام الماضي، مما يجعله في وضع بالغ السوء.
وأكدت تقارير من بعض المدن الإيرانية أن المياه تُقطع لساعات طويلة، بل وحتى ليوم كامل في بعض الأحيان.
وقال مواطن من مدينة "برديس" بمحافظة طهران ، إنه مرّ بيوم كامل دون ماء، وأضاف: "لقد عدنا إلى زمن استخدام الإبريق".
وفي مدينة "كرمدره" بمحافظة البرز، قال أحد السكان: "إن المياه قُطعت بشكل مستمر من صباح الجمعة 17 يوليو حتى فجر السبت 19 يوليو الجاري".
وأضاف أن المياه لم تكن متوفرة خلال الأيام الخمسة الماضية سوى لمدة 11 ساعة تقريبًا.

انقطاع الكهرباء يعطّل الحياة والعمل
وبالإضافة إلى أزمة المياه، تشهد عدة مدن في إيران انقطاعًا يوميًا في التيار الكهربائي، إلى جانب انقطاع الإنترنت وشبكات الاتصال خلال الأسابيع الماضية ولساعات متعددة يوميًا.
وقال أحد سكان مدينة "مشهد" : "إن التيار الكهربائي يُقطع عن المنازل يوميًا لمدّة ثلاث إلى أربع ساعات، وذلك في ذروة حرارة الصيف".
وذكر مواطن آخر، دون أن يحدد منطقته، أن الكهرباء تُقطع من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى الثامنة مساءً في بعض الأيام.
وأظهرت مقاطع فيديو أن بعض أصحاب المحلات في سوق تبريز اضطروا إلى استخدام مولدات كهرباء لمتابعة أعمالهم بعد انقطاع التيار الكهربائي.
وقال أحد المواطنين من "مشهد" أيضًا، وعرّف نفسه بأنه يعمل خياطًا، إن الكهرباء تنقطع مرتين يوميًا، وأضاف: "بهذا الوضع، لا يمكننا العمل فعليًا".
ورغم هذه المشكلات، فإن انقطاع التيار الكهربائي لا يزال يتكرر بشكل يومي. وذكر أحد المواطنين أن الكهرباء تُقطع في مدينة "برند" كل ليلة من الساعة التاسعة حتى الحادية عشرة مساءً.

زر الذهاب إلى الأعلى