برقية سلطان باشا الأطرش الى حافظ الأسد

عمان1- كتب المحامي محمد الصبيحي:
الذين يحاولون تشويه تاريخ الدروز في سوريا أو الاردن إما أنهم عملاء لإسرائيل وإما جهلة بالتاريخ.
في مطلع القرن العشرين وقف الدروز بالإجماع خلف زعيمهم القائد المناضل سلطان باشا الاطرش (١٨٨١_١٩٨٢) الذي كان وقومه من اوائل من وقفوا مع مشروع الدولة العربية في الشام والحجاز (مشروع الثورة العربية الكبرى) وكان سلطان باشا الأطرش اول من رفع علم الثورة العربية الكبرى على سطح بيته وكان مؤيدا قويا للوحدة المصرية السورية وقد زاره الرئيس جمال عبد الناصر في بيته ببلدة (القريا) عندما جاء الى سوريا كرئيس للجمهورية العربية المتحدة.
ما ان احتل الفرنسيون سوريا حتى بادروا بتقديم عرض مغر الى سلطان باشا الأطرش يتمثل بما يشبه الحكم الذاتي في السويداء ومحيطها فرفض العرض لادراكه انه جزء من خطة تكريس الانقسام الطائفي لتفتيت الدولة السورية، ثم ما لبث ان اعلن الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي وكان قائدها وانضم اليه وقومه اعداد كبيرة من الثوار العرب والإسلاميين.
بعد الاستقلال رفض الأطرش كل المناصب التي عرضت عليه فقد كان مناضلا زاهدا في المناصب والنياشين.
ويروي التاريخ: ((بعد قيادته للثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، لجأ سلطان باشا الأطرش إلى الأردن عدة مرات، إما هرباً من القوات الفرنسية أو نتيجة ضغوط سياسية. كانت أولى مرات لجوئه في عام 1922، عندما لجأ إلى منطقة رحاب عند قبيلة بني حسن، بعد تدمير الفرنسيين لمنزله في القريا. كما لجأ إلى الأردن مرة أخرى في عام 1927، حيث أقام في الكرك، بعد رفضه تسليم سلاحه للفرنسيين. وفي عام 1954، لجأ إلى الأردن مرة أخرى بسبب المضايقات التي تعرض لها من قبل حكم الشيشكلي)) نعم في كل المرات لجأ إلى الهاشميين وعشائر الاردن ولم يفكر قط باللجوء الى الاسرائيليين او غيرهم من الغرباء المستعمرين.
في العام ١٩٦٦ بعد نجاح انقلاب حافظ الأسد وصلاح جديد تعرض عدد كبير من الضباط الدروز للاعتقال فأرسل الأطرش من قريته برقية الى حافظ الأسد نصها ((أولادنا في السجون مضربين نحملكم مسؤولية النتائج لقد اعتاد الجبل وما يزال أن يقوم بالثورات لطرد الخائن والمستعمر، ولكن شهامته تأبى عليه أن يوجه سلاحه ضد أخيه ويغدر ببني قومه. هذا هو الرادع الوحيد، نقتصر مبدئياً على التفاوض.» (المصدر جريدة النهار اللبنانية 31/12/1966).
وكانت وقفات الدروز في جنوب سوريا دائما مع وحدة أراضي الدولة السورية وكانوا دائما ضد المستعمر وضد الطائفية والإنفصالية، ولن تمر عليهم الاعيب نتنياهو تحت غطاء الدعم والحماية وما قيام بعض العملاء برفع علم إسرائيل على بيت في السويداء إلا بقصد تشويه تاريخ الدروز النضالي الوحدوي وإثارة حرب أهلية تمهيدا لاحتلال اسرائيلي جديد.
الدروز لا يحتاجون حماية فالدولة السورية موجودة ولو احتاج الأمر فان الاردن هو السند وليس إسرائيل.
الاردن بقيادته وجيشه وعشائره الممتدة من شمال الاردن الى معظم جنوب سوريا وحدة واحدة مع بني معروف وتاريخهم النضالي الطويل ومع الدولة السورية ووحدة أراضيها وأمنها، وأما الذين افتعلوا هذا الاشتباك بين العشائر والدروز فالاصابع الخفية مكشوفة في تل أبيب.المصدر عمون