تقارير أممية وإعلامية تؤكد : سكان يعانون من انعدام شبه كامل للغذاء

عمان1:وصف العاهل البلجيكي الملك فيليب، الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه “عار على الإنسانية”.
وقال الملك فيليب في خطابه عشية العيد الوطني للمملكة، وفق ما نقلته وكالة “يورونيوز” الأوروبية، اليوم الاثنين، إن المدنيين في غزة يموتون جوعا وقصفا والوضع الراهن مستمر منذ فترة طويلة وهذا عار على الإنسانية.
وأضاف: “أدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء هذه الأزمة التي لا تطاق فورا”، مشددا على ضرورة قيام أوروبا بحماية الكرامة الإنسانية من خلال الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
ومع تصاعد التحذيرات الدولية من خطر المجاعة في قطاع غزة، تؤكد تقارير أممية وإعلامية أن السكان يعانون من انعدام شبه كامل للغذاء، في وقت تتكرر فيه مشاهد إغماء الأطفال والنساء وكبار السن في الشوارع وأمام مراكز توزيع المساعدات، وسط شح بالغ في المواد الأساسية وتقييد صارم لإدخال الإغاثة الإنسانية.
ووفقا لما وثقته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن حالات الإغماء من الجوع أصبحت مشهدا يوميا في شمال غزة، حيث يسقط الناس أرضا أثناء بحثهم عن لقمة تسد رمقهم أو وقوفهم في طوابير طويلة بانتظار المساعدات.
كارثة إنسانية في غزة
وذكرت الوكالة أن الأطفال بشكل خاص يتعرضون للإغماء بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل عجز الأسر عن توفير وجبة واحدة يوميا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الجوع تحول إلى سلاح قاتل في غزة، مع تسجيل وفيات نتيجة المجاعة، خصوصا بين الأطفال.
ووفق بيانات المنظمة، فإن أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة يعانون من مستويات حرجة من سوء التغذية، وقد توفي العشرات منهم بالفعل بسبب الجوع.
وفي أحدث التقارير عن مسؤولين في القطاع الإنساني قالوا إن سكان غزة "ينهارون حرفيا من الجوع"، بينما تعاني مراكز الإيواء والمستشفيات من نقص بالغ في الغذاء والدواء على حد سواء.
ووصفوا الوضع الإنساني في غزة بأنه "غير مسبوق"، مع انتشار أمراض ناجمة عن سوء التغذية في أوساط النازحين.
وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن غزة أصبحت واحدة من أخطر بقاع الأرض على الأطفال، حيث يموت الصغار من الجوع البطيء، في ظل انهيار كامل لأنظمة الغذاء والصحة والمياه.
أطفال في مدينة غزة خرجوا للمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية وإدخال المساعدات الإنسانية (الأناضول)
وتقول المنظمة إن مئات الأطفال يعانون من الهزال الحاد، ولا يتوفر لهم الغذاء العلاجي اللازم.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، قبل أيام، أن أكثر من نصف سكان قطاع غزة -أي ما يزيد عن مليون شخص- يواجهون خطر المجاعة، في حين يُمنع دخول المساعدات الإنسانية الكافية، رغم النداءات المتكررة لفتح المعابر وإتاحة الممرات الآمنة.
الشاب محمد الصوافيري كان يعاني من سوء التغذية وسط نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب الحصار الإسرائيلي (الأناضول)
ومع استمرار العمليات العسكرية وفرض الحصار، لم تنجح المبادرات الإنسانية في الوصول إلى جميع المناطق المنكوبة، وخاصة في شمال القطاع.
وتحولت نقاط توزيع الطعام إلى "نقاط موت"، بعد استهدافها أو تفريقها بالقوة، مما أسفر عن مقتل العشرات وحرمان آخرين من الوصول إلى الغذاء.
نقاط توزيع الطعام في غزة تحولت إلى "نقاط موت" بعد استهدافها أو تفريقها بالقوة من الجيش الإسرائيلي (رويترز)
وتتحدث منظمات الإغاثة عن وجود "نقص كارثي" في المواد الغذائية الأساسية، مثل الطحين والحليب والزيت، مما يجعل السكان يعتمدون على الحشائش أو مياه ملوثة للبقاء على قيد الحياة.
وتقول اليونيسيف إن صور الأطفال الذين لا يستطيعون الوقوف من الجوع هي "جرس إنذار للبشرية"، وسط دعوات لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول الإمدادات دون قيود.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، لا تزال أصوات الأمهات تتعالى في مراكز النزوح، وهن يصرخن لإنقاذ أبنائهن من "الموت البطيء"، بينما يوثق العالم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يموت الناس جوعا في القرن الـ21، على مرأى من المجتمع الدولي.