في ذكرى مجزرة قصر الرحاب 14 تموز 1958

عمان1- د.بكر خازر المجالي:
* هل كان من المقرر أن يكون انقلاب العراق متزامنا مع الانقلاب في الاردن ؟
* لم يأخذ رئيس الاركان العراقي تحذير الملك الحسين بمحمل الجد بل قال "الاحرى الانتباه الى مصير الاردن فهذا الانقلاب يهددكم "

كانت الامور تسير ايجابيا في العلاقات بين العراق والاردن منذ توقيع اتفاقية الاتحاد العراقي الاردني في نيسان 1958، وبدلا من مباركة العرب فقد كان التحرك بأشكال من الوحدة والتنسيق المضادة، لم يكن للعرب مصلحة في اي وحدة عربية بل العمل ضدها بمثل ما كان الموقف من الاتحاد الهاشمي.
كان التحرك داخل العراق يسير بشكل قوي باتجاه الانقلاب مدعوما من الخارج. وكان استغلال اتفاق الاتحاد الهاشمي لصالح ذلك الانقلاب الدموي، بموجب هذا الاتحاد كان من المفترض أن يتحرك لواء عراقي "اللواء 19" بقيادة عبدالسلام عارف إلى الأردن، بموجب اتفاقية الدفاع المشترك واختير يوم 14 تموز صباحا أن يتقدم اللواء ليمر مخترقا شوارع بغداد ليحظى بوداع العراقيين، ولكن اللواء هذا كان هو رأس الحربة لتنفيذ خطة الانقلاب وارتكاب المجزرة.
وصل اللواء الى قصر الزهور على اساس انه في طريقه إلى الأردن. وحاصر قصر الزهور، وأخرجوا العائلة الهاشمية بلباس النوم للرجال والنساء واصطفوا في حديقة القصر الامامية.

فكانت المذبحة التي لم تترك ناجيا.

وعودة الى الوراء قليلا: كانت المعلومات لدى الاجهزة الامنية الاردنية مؤكدة، فطلب المغفور له الملك الحسين من المرحوم الملك فيصل أن يرسل اليه شخصية موثوقة لاطلاعه على سر رهيب، فجاء رئيس الاركان العراقي "الفريق رفيق عارف" وقابل الملك الحسين، وفاتحه فورا بمعلومات الانقلاب المتوقع، ولكن رد رفيق عارف عنجهيا وقال للملك الحسين "نحن في العراق بأمن وآمان وجيشنا مؤسس على تقاليد ثابتة، لكن الأحرى أن نقلق على الاردن" فاستشاط الملك الحسين غضبا وقال له انتبهوا للخطر الذي يهدد مصير العراق "بالفعل كانت هناك مؤامرة تستهدف بذات الطريق العائلة الهاشمية في الاردن، ولكن تم القاء القبض على احد العملاء اسمه "احمد يوسف" وبعد حوالي ثلاثة ايام كان الانقلاب الدموي في العراق.
لا يمكن تحديد هدف الانقلاب بسهولة والمرجح هو بسبب المد الشيوعي الذي كان يتمدد في المنطقة، والاسرة الحاكمة في العراق ترفض الشيوعية او الدخول بأي حلف شرقي، وكانت حركة الضباط الاحرار العراقية تتغلغل في الجيش بقيادة عبدالسلام عارف وعبدالكريم قاسم، وهما من قاد الانقلاب وسيطرا على قصر الرحاب وأخرجا الاسرة الهاشمية الى الساحة الامامية ثم ليبادر الرائد عبدالستار العبوسي باطلاق النار عليهم جميعا.
مجزرة قصر الرحاب في يوم الاثنين 14 تموز عام 1958، هي مجزرة التاريخ العربي وبداية الفوضى والمذابح والمجازر في كل الشرق الاوسط.
والغريب وليس بالعجيب ان القتلة عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف قتل احدهما الاخر، ثم قُتل عبدالسلام عارف ومن قتل عبدالسلام عارف قد قتل وتوالت سلسلة القتل حتى الان

زر الذهاب إلى الأعلى