فضيحة شقة لندن

عمان1- كتب رشاد ابو داود:
أفنير، الابنُ الأصغرُ لنتنياهو، تخلّى عن والده رسميًا، وغيّر اسمه في السجلات المدنية الإسرائيلية. السبب أنّه اشترى شقة في لندن عام 2022 بـ502 مليون جنيهٍ إسترلينيّ، أي ما يُعادل مليونيْ شيكلٍ إسرائيليّ، للتهرّب من الضرائب، وغيّر اسمه إلى آفي سيغال، كما غيّر اسمه في رخصة القيادة وكافة الأوراق الرسمية. حدث ذلك خلال دراسته الماجستير في جامعة أكسفورد.
الشراء تم من خلال صفقة عقارية مشبوهة، حيث تم دفع الثمن عبر تحويل بنكي مباشر، وليس كما هو متّبع في سوق العقار البريطاني، وبسعرٍ أقل من الحد الأدنى الذي يتوجّب الإفصاح عنه لمصلحة الضرائب. وما لفت الانتباه أنّ سعر صرف الجنيه الإسترليني كان في مستوى منخفض غير مسبوق عند الشراء. وحسب صحيفة «كالكاليست» الإسرائيلية، فإنّ ذلك يؤشّر إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين تلاعبوا في سعر صرف الجنيه بالتزامن مع يوم شراء الشقة، ما أدّى إلى ارتفاع قيمتها في اليوم التالي، حيث ارتفع سعر الجنيه.
فضيحة فسادٍ جديدة تُضاف إلى فضائح الفساد التي يُحاكَم بموجبها في المحكمة العليا الإسرائيلية حاليًا. ويبدو أنّ دماء «شايلوك» المُرابي اليهودي في مسرحية «تاجر البندقية» التي كتبها شكسبير في القرن السادس عشر، وتُرجمت إلى معظم لغات العالم، تجري في عروق نتنياهو وسارة زوجته، وامتدّت إلى ابنه أفنير.
شخصية شايلوك تُجسّد الصورة النمطية لليهودي المُرابي الجشع، حيث تأخّر رجلٌ مسيحيّ في سداد قرضٍ أخذه من شايلوك، فطلب هذا الأخير رِطلًا من لحم الرجل كضمان لسداد القرض!
ظلّت شخصية شايلوك مُلتصقة باليهود عبر التاريخ. ففي تجمّع انتخابي في ولاية آيوا الأمريكية، يوم الخميس الماضي، قال الرئيس دونالد ترامب وهو يستعرض إنجازاته الاقتصادية: «لا ضريبة على التركات، ولا حاجة للاقتراض، في بعض الحالات، من مصرفيين جيدين، وفي حالات أخرى، شايلوك وأناس سيئين».
كلمة «شايلوك» في خطاب ترامب سبّبت موجة غضب من منظمات يهودية، فقالت رابطة مكافحة التشهير: «شايلوك تعبيرٌ معادٍ للسامية منذ قرون. استخدامه من قبل الرئيس أمرٌ غير مسؤول وخطير».
أما المجلس اليهودي للشؤون العامة، فقال: «هذا ليس مجرد خطأ، بل استمرارٌ لاستخدام ترامب لصورٍ نمطية معادية لليهود».
في المقابل، دافع ترامب عن نفسه، وقال للصحفيين: «لم أكن أعلم أنّها كلمة مسيئة. بالنسبة لي، شايلوك يعني شخصًا يُقرض المال بفائدة عالية».
لكن ترامب له سوابق في تكرار صورٍ نمطية عن اليهود. ففي عام 2015، قال لمجموعة من المتبرعين اليهود: «لا أريد أموالكم. أنتم تريدون التحكم في سياسيّكم».
وفي عام 2022، استضاف في منزله نيك فوينتس، وهو شخصية معروفة بإنكار «الهولوكوست» والعداء للسامية.
معاداة السامية عبارة عن سيفٍ يرفعه الصهاينة في وجه كلّ من ينتقد إسرائيل أو اللوبيات اليهودية الداعمة لها في العالم.
نتنياهو، المتهم بجرائم الإبادة الجماعية بحربه على غزة في المحكمة الجنائية الدولية، هو شايلوك سياسيّ وعسكريّ وقاتلٌ للأطفال. وهذا ما بدأ العالم يراه ويقتنع به. والأهم أن يقتنع به العرب، ويكفّوا عن معزوفة السلام مع حفدة شايلوك.