إسرائيل تهاجم الأمن السوري بالسويداء وواشنطن تدعوها لوقف الغارات

عمان1:قالت وزارة الدفاع السورية، الأربعاء، إن مجموعات خارجة عن القانون هاجمت قوات الجيش والأمن الداخلي السوري داخل مدينة السويداء، بالرغم من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع وجهاء وأعيان المدينة، وفقا لـ وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأكدت الوزارة خلال تعميماتٍ سابقة أحقية قوات الجيش في الرد على مصادر النيران.
وأشارت الوزارة إلى أن قوات الجيش تتابع الرد على مصادر النيران داخل مدينة السويداء، مع مراعاة قواعد الاشتباك لحماية الأهالي ومنع تضررهم، وتحقيق عودة آمنة لمن غادروا المدينة إلى منازلهم.
وأوصت وزارة الدفاع الأهالي داخل المدينة بالتزام منازلهم والتبليغ عمّن تبقى من المجموعات الخارجة عن القانون.
وعلى وقع التوترات الأخيرة والصراع المسلح الذي تشهده محافظة السويداء السورية، تكثر التساؤلات عن الأسباب التي دفعت بهذا الاتجاه، وتفاصيل ما حصل خلال الايام الدامية الأخيرة.
منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يدخل الجيش السوري الجديد إلى السويداء وظلت العلاقة مترنحة مع حكومة دمشق التي لم تفرض سيطرتها الفعلية على المحافظة إلا عبر اتفاقات سمحت بوجود محافظ وقياديين أمنيين محددين، على أن تبقى المحافظة بحماية فصائل محلية بشكل مطلق.
في كل الأشهر الماضية كان الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري هو الأكثر تشددا في مواقفه تجاه حكومة دمشق وسادت حالة من اللاثقة إلى درجة الاتهامات المتبادلة والعلنية بأن دمشق "حكومة إرهاب" وأن الهجري "يستجدي الانفصال واللحاق بإسرائيل"، ما ولد شحنا وتوترا في الأجواء كان يغلي تارة ويفتر تارة أخرى.

كيف اشتعل الصراع الناري الأخير؟
ماحصل مؤخرا هو عملية خطف وسطو على طريق السويداء من قبل أشخاص ينتمون إلى عشائر البدو المتواجدين في المحافظة، لتقوم عائلة الشخص الذي تعرض للسطو بهجوم انتقامي وخطف عدد من البدو ما أشعل الصراع المسلح بين الجانبين.
بعد 24 ساعة أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في دمشق التدخل تحت عنوان فض الاشتباك الحاصل بطلب من الأهالي بحسب المتحدثين الرسميين، وسط اشتباكات عنيفة وشحن طائفي غير مسبوق غذته مقاطع فيديو متبادلة لأسر جنود ومقاتلين تعرضوا للضرب والإهانة.
خلال 24 ساعة من بدء العمليات العسكرية استطاع الجيش الدخول إلى تخوم مدينة السويداء، ودخلوا أحياءها، وصدرت بيانات عدة من شيوخ العقل ووجهاء السويداء تدعوا إلى الصلح وحقن الدماء كان آخرها صباح الثلاثاء بترحيبهم بوزارة الدفاع والداخلية وبسط سيطرة الدولة ومؤسساتها، لكن الاشتباكات والقصف ظل مستمرا ليخرج الشيخ حكمت الهجري وينسحب من البيان معلنا أنه وافق تحت الضغط ودعا إلى استمرار القتال.
وظهرت فيديوهات مقلقة لعناصر مسلحة تحمل عبارات طائفية، وشهدت بعض المناطق انتهاكات، فيما أعلنت وزارة الدفاع وقف تام لإطلاق النار في السويداء بعد الاتفاق مع الأعيان والوجهاء إلا بالرد على مصادر النيران ونشر الشرطة العسكرية لمنع أي تجاوزات من سرقة واعتداء على الممتلكات، وأن الأمن العام هو من سيتولى الأمر بنشر حواجز بعد تمشيط المدينة من قبل وزارة الدفاع وسحب السلاح منها.
من جانبه، كلّف الرئيس السوري أحمد الشرع الجهات الرقابية باتخاذ الإجراءات الفورية بحق كل من ارتكب أي تجاوز.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) في بيان لها مقتل عدد من قوات الجيش السوري أثناء انتشارهم لإيقاف الاشتباكات وحماية الأهالي في السويداء بعد استهدافهم من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

ضربات إسرائيلية
وشنت إسرائيل غارات جوية على مدينة السويداء جنوبي سوريا، الثلاثاء، بعد وقت قليل من إعلان الجيش السوري دخولها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية - ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، قد أصدار تعليمات للجيش الإسرائيلي بضرب قوات الحكومة والأسلحة التي أدخلت إلى السويداء، مشددان على أن "إسرائيل تلتزم بمنع الإضرار بالدروز" في هذا البلد.
وكانت القناةُ الثانية عشرة الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول أميركي أنّ واشنطن طلبت من إسرائيل، وقفَ هجماتها على القوات السورية جنوب البلاد، مشيرا إلى أنّ تل أبيب وعدت بوقف الهجمات.
بدوره قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إن واشنطن منخرطةٌ بشكل فعّال مع جميع الأطراف في سوريا، للعمل على التهدئة ومواصلة المناقشات البنّاءة بشأن الاندماج.

زر الذهاب إلى الأعلى