منشآت طبية ونووية ودبلوماسية تحت النار.. التصعيد بين طهران وتل أبيب يطوي يومه السابع

عمان1:فيما دخلت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المباشرة بين البلدين أسبوعها الثاني، أطلقت إيران، اليوم الجمعة، موجة جديدة من الصواريخ نحو جنوب إسرائيل.
وعلق المرشد الإيراني علي خامنئي في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، قائلاً إن "العدو الصهيوني يعاقب في هذه اللحظة".
بدورها، أكدت السلطات الإيرانية أنها استهدفت المركز التكنولوجي في بئر السبع، الذي يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية.
ومع كل ساعة تمر، تزداد المؤشرات على تحول التصعيد بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مفتوحة تتجاوز الحدود التقليدية. الضربات المتبادلة طالت منشآت طبية ونووية وأهدافاً دبلوماسية، بينما تسعى أطراف دولية رئيسية – من واشنطن إلى موسكو إلى لندن – لاحتواء الموقف، وسط انقسام واضح بين الدبلوماسية والتهديد بالقوة.
هذا التصعيد المتعدد الأبعاد يضع المنطقة أمام مفترق طرق حرج: إما التوجه نحو هدنة واحتواء، أو الانزلاق إلى صراع واسع النطاق قد تعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط خلال أسابيع.
عسكريا، شهدت الساعات الـ 24 ساعة الماضية، تطورات ميدانية وسياسية متسارعة في النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، فقد أصابت الضربات الإيرانية مستشفى سوروكا في جنوب إسرائيل بشكل مباشر، ضمن دفعة صواريخ أطلقت فجر الخميس. وبلغ عدد المصابين وفق الإحصاءات الأولية 47 جريحاً، دون أن تُعلن السلطات عن وفيات حتى الآن.
واستمرت الهجمات الانتقامية المتبادلة بين الطرفين منذ اندلاع المواجهة قبل 7 أيام.
المتحدث باسم عملية “الوعد الصادق”- قال “إن أجواء إسرائيل أصبحت بلا دفاع وأنه لن يكون هناك مكان آمن”، فيما أحبطت الأجهزة الأمنية مؤامرة إسرائيلية كبرى ضد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل أيام في طهران، وفقا للمتحدث باسم الخارجية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ هجوم استهدف مقر القوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن الداخلي الإيراني داخل العاصمة طهران الخميس.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مراقبتها المستمرة للهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية في إيران، مشيرةً إلى أن مفاعل خنداب للماء الثقيل قد تعرّض للقصف، مع عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي حتى الآن.
وأعلنت وزارة الخارجية النرويجية عن وقوع انفجار مساء الخميس، في مقر إقامة السفير النرويجي لدى إسرائيل، مؤكدة عدم إصابة أي من طاقم السفارة. ولم يُعرف بعد سبب الانفجار.
وعلى صعيد المواقف السياسية والدبلوماسية، صرّح البيت الأبيض أن إيران باتت قادرة على إنتاج سلاح نووي خلال أسبوعين، إذا ما صدر قرار مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي.
كما كشف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتلقى إفادات استخباراتية مكثفة عبر مجلس الأمن القومي خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، دون أن يفصح عن موقفه من الانضمام لأي تحرك عسكري ضد إيران، في حين سيتم اتخاذ القرار خلال أسبوعين.
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، إن “هدفنا القضاء على برامج إيران النووية والصاروخية”، مضيفا أن “تغيير النظام في إيران ليس هدفا لنا، لكن إزاحته ستصب في مصلحة الشعب الإيراني”.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح بأنه “يمكن إيجاد حل مناسب” بين إسرائيل وإيران، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذا الحل أو ما إذا كانت موسكو ستلعب دور وساطة مباشر.
ومن المقرر عقد جلسة طارئة جديدة لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة لمناقشة النزاع المتصاعد، في ضوء الضربات العسكرية وتزايد احتمالات اندلاع مواجهة إقليمية موسعة.
وزارة الخارجية التشيكية، أعلنت عن إغلاق مؤقت لسفارتها في طهران لأسباب أمنية، أما الخارجية البريطانية فقامت بتحديث إرشادات السفر الخاصة بلبنان، محذرة من مخاطر أمنية في مطار بيروت، ومشيرة في الوقت ذاته إلى احتمال تصعيد أوسع في المنطقة.
وانضمت إليها وزارة الخارجية الأسترالية بتعليق العمل في سفارتها بطهران “لتدهور الوضع الأمني في إيران”.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ناقش مع ولي عهد البحرين ضرورة وقف التصعيد وتعزيز العلاقات الأمنية لدعم الاستقرار الإقليمي.
فيما أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب “يتصرف بما يراه مناسباً” في الصراع، مؤكداً أن الحزب ليس على الحياد، في تحدٍ مباشر للتحذيرات الأمريكية التي اعتبرت تدخله “قراراً سيئاً للغاية”.
وبات من المؤكد استمرار فتح القنوات الخلفية بين طهران وواشنطن، حيث أشار البيت الأبيض إلى استمرار قنوات الاتصال مع إيران، في محاولة واضحة لمنع تحول التصعيد الحالي إلى حرب شاملة.