تحمل سلاح يوم القيامة .. غواصة نووية روسية تقض مضجع الناتو
عمان1:كشف تقرير نشره موقع صحيفة آي بيبر البريطانية على موقعها الإلكتروني، أن روسيا دخلت مرحلة جديدة في سباق التسلح النووي البحري بإطلاق الغواصة النووية خاباروفسك، المصممة خصيصا لحمل طوربيد بوسيدون، والذي يصفه الخبراء بـ"سلاح يوم القيامة".
وأوضحت إيزابيلا بينغويتشيا -نائبة رئيس قسم الشؤون الدولية بالصحيفة- في تقريرها الذي أعدته أن الغواصة التي بدأ بناؤها عام 2014 مصممة للعمل في صمت كامل، مما يجعل تعقبها رهنا بقدرات تكنولوجية متقدمة للغاية. وهي إحدى غواصتين فقط في العالم قادرتين على حمل هذا الطوربيد، إلى جانب الغواصة الروسية "بلغورود".
ويعمل طوربيد بوسيدون بالطاقة النووية ويستطيع حمل رأس نووي تصل قوته إلى ميغاطنين، وهو قادر على توليد موجات مدّ مدمرة تصل إلى الساحل وتُغرق مدنا بأكملها أو تبعث سحابة إشعاعية طويلة المدى.
نقلة نوعية
وبحسب الصحيفة، فإن هذا التطور يُعد نقلة نوعية داخل العقيدة النووية الروسية. فالغواصة، التي يبلغ طولها 135 مترا، تمثل نموذجا جديدا بالكامل، بخلاف الغواصة الروسية السابقة "بلغورود" التي عُدّلت لحمل الطوربيد بوسيدون.
أما الغواصة خاباروفسك فهي مصممة لهذه المهمة منذ البداية، وهو ما يجعلها جزءا من تطوير ذراع جديدة للردع النووي الروسي خارج إطار الصواريخ الباليستية.
وتنقل بينغويتشيا في تقريرها عن نيك تشايلدز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن الغواصة تعزز قدرة روسيا على تنفيذ "الضربة النووية الثانية" في حال تعرضها لهجوم نووي أول، لأن بوسيدون يعمل تحت الماء ولا يتأثر بأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ.
ويعني ذلك -في نظره- أنه حتى لو دمرت الضربة الأولى المواقع النووية الروسية، يمكن لبوسيدون، الذي يتحرك تحت الماء لفترات طويلة وبدون طاقم، تنفيذ هجوم ساحق.
يعمل طوربيد بوسيدون بالطاقة النووية ويستطيع حمل رأس نووي تصل قوته إلى ميغاطنين، وهو قادر على توليد موجات مدّ مدمرة تصل إلى الساحل وتُغرق مدنا بأكملها أو تبعث سحابة إشعاعية طويلة المدى.
ميزات بوسيدون
ولا تمتلك أي دولة غربية نظيرا مباشرا لهذا النظام، كما أن طوربيد بوسيدون يتمتع بميزة إضافية؛ إذ إنه يتجاوز منظومات الدفاع الصاروخي الغربية، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة، وليس الطوربيدات المستقلة تحت الماء.
ولا يُعرف، حتى الآن، سوى القليل عن دور الغواصة خاباروفسك في العقيدة البحرية الروسية.
لكن ويليام فريير، الباحث في الأمن القومي لدى مركز مجلس الجيوإستراتيجية، يرجح عدة احتمالات، منها أن تخرج الغواصة من المياه الروسية للبحث عن مجموعات سفن ضخمة تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) -مثل مجموعات حاملات الطائرات- أو أن تقوم بدور مشابه لغواصات الصواريخ الباليستية النووية، وذلك عبر "إضافة سهم جديد إلى جعبة الردع النووي الروسي".
ومع ذلك، تشير الكاتبة إلى أن الناتو -خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا- لا يزال متفوقا في الحرب المضادة للغواصات، رغم أن تركيزها في العقود الماضية على مكافحة الإرهاب أدى إلى ضعف الاستثمار في هذا المجال مقارنة بالروس.
"حصن الأطلسي"
ولفتت الصحيفة إلى أن بريطانيا بدأت أخيرا مشروع "حصن الأطلسي" لمراقبة شمال المحيط الأطلسي عبر فرقاطات حديثة مزودة بأنظمة كشف صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي وطائرات وغواصات غير مأهولة.
كما أعلنت الحكومة البريطانية استثمار 2 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار أميركي) في تكنولوجيا الغواصات ذاتية التشغيل والغواصات الهجومية الجديدة ضمن برنامج (أوكوس AUKUS) الذي يهدف إلى تعزيز القدرات البحرية في مواجهة روسيا والصين.
ويقول الخبراء إن الغواصة خاباروفسك والطوريبد بوسيدون لا يزالان بعيدين عن التشغيل الكامل، ويحتاجان إلى تجارب بحرية قد تستغرق سنوات قبل دخولهما الخدمة.