عمان1:طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ترحيل “الإرهابيين الفلسطينيين” من بلاده، خلال لقاء جمعهما في الرياض.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ “الرئيس ترامب شجع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري، وحضه على ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”. واستضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- القيادة العامة.
كما طالب ترامب الأربعاء الشرع “تولي مسؤولية” مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، خلال لقاء جمعهما في الرياض.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ “الرئيس ترامب شجع الرئيس الشرع على القيام بعمل عظيم للشعب السوري، وحضه على تولي مسؤولية مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا” التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل سنوات.
واجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح الأربعاء، مع الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، في لقاء هو الأول بين الزعيمين.
أفاد بذلك البيت الأبيض، دون أن يرشح على الفور أي تفاصيل أخرى بشأن اللقاء.
وكان مسؤول في البيت الأبيض صرّح في وقت سابق بأن ترامب وافق على لقاء الشرع خلال زيارته إلى السعودية الأربعاء.
وحضر اللقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك عبر تقنية الفيديو، كما حضره أيضا وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وقال الرئيس الأميركي -في كلمة خلال انعقاد القمة الخليجية الأميركية- إن “الولايات المتحدة تبحث تطبيع العلاقات مع سوريا بعد اللقاء بالشرع”، مشددا على أن قراره برفع العقوبات عن سوريا كان لمنح البلاد فرصة جديدة.
وعلق وزير الخارجية السوري على اللقاء الذي جمع بين ترامب والشرع قائلا “نشارك هذا الإنجاز مع الشعب السوري الذي ضحى لإعادة سوريا إلى مكانتها”، مؤكدا أن العمل بدأ “نحو سوريا العظيمة”.
من جانبها، أكدت الرئاسة التركية أن أردوغان حضر اجتماعا عبر الإنترنت مع زعماء الولايات المتحدة والسعودية وسوريا، وأكد الرغبة في أن تكون سوريا دولة مستقرة تعمل مع دول المنطقة ولا تشكل تهديدا لجيرانها.
كذلك ذكرت وكالة الأناضول أن أردوغان أكد في الاجتماع الرباعي مع نظيريه الأميركي والسوري وولي العهد السعودي أن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية.
وأضافت أن الرئيس التركي أكد في الاجتماع الرباعي مواصلة تركيا دعم دمشق “في حربها ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش”، وفق الأناضول.
وكان البيت الأبيض أكد في وقت سابق اليوم أن ترامب سيعقد لقاء مع الشرع قبيل انعقاد القمة الخليجية الأميركية.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن ترامب طلب من الشرع مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضاف البيت الأبيض أن ترامب دعا الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وإلى ترحيل من وصفهم “بالإرهابيين الفلسطينيين”، بحسب المصدر السابق.
وأبلغ الرئيس السوري نظيره الأميركي بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب أخبر الشرع بأن لديه فرصة عظيمة لإنجاز شيء تاريخي في بلاده، كما حثه “على تحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرقي سوريا”.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت الاثنين عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الشرع يريد صفقة تجارية لبلاده تشمل بناء برج يحمل اسم الرئيس الأميركي في دمشق.
وقالت المصادر إن الصفقة تشمل أيضا منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز في سوريا، وتهدئة التوترات مع إسرائيل، والتعاون ضد إيران.
يأتي ذلك بعد أن أعلن ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق خلال خطابه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي أمس الثلاثاء، بخطوة لاقت ترحيبا من الحكومة السورية ودول عربية، واعتبرت تغييرا كبيرا في السياسة الأميركية.
يذكر أن آخر لقاء انعقد بين رئيسين أميركي وسوري كان قبل ربع قرن في جنيف، حينما التقى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 2000.