الـ(توك توك) وسيلة نقل خطرة للطلاب في غزة

عمان 1 : مع بدء العام الدراسي الجديد، عادت الكثير من الظواهر السلبية والخطيرة للظهور في شوارع غزة، أبرزها استخدام درجات الـ»توك توك» ثلاثية العجلات، كوسيلة لنقل الطلاب من منازلهم إلى المدارس وبالعكس، في كلا الفترتين الصباحية والمسائية.
ولعل أكثر ما في الأمر خطورة، ملء الدراجة بالأطفال، اذ يضع ملاكها فيها بين 10-15 طفلا وأحيانا أكثر، بعضهم يكون أكثر من نصفه خارجها، وتشاهد الدراجة تتمايل يمينا ويساراً خلال سيرها في الشوارع.
وتشاهد تلك الدراجات تقف أمام المدارس بالتزامن مع موعد قرع جرس انصراف الطلبة، فيتوجه الأطفال إليها، كل حسب وجهتها، ويتزاحمون للصعود على متنها، للعودة إلى المنزل مقابل نصف شيكل فقط.
الشاب إبراهيم ورفض ذكر اسمه كاملا، أكد أن وسيلة الدخل الوحيدة المتاحة أمامه دراجة الـ»توك توك»، فهو يخصصها لنقل البضائع وحاجيات المواطنين مقابل أجور مالية متفاوتة، ويستغل فترة المدارس لنقل الطلبة، فيوصل الطلبة من منازلهم إلى المدرسة في كلا الفترتين الدراسيتين، مقابل أجرة زهيدة.
ولم يخف إبراهيم علمه بخطورة ركوب الأطفال للدراجة، لكنه قال إنه يحرص على أن لا يزيد العدد على عشرة طلاب، وفي كل مرة يعطيهم تعليمات يشدد على الالتزام بها، مثل عدم إخراج الجسم أو جزء منه من الدراجة خلال سيرها، وعدم القفز أو النزول إلا بعد أن يعطيهم إذنا بذلك، ويحرص على السير بسرعة معتدلة، وعلى يمين الطريق تجنبا للحوادث.
وأشار إلى أن ما يجنيه طوال اليوم من نقل الطلاب لا يزيد على 30 شيكلا، يذهب نصفه لشراء وقود، لكنه مبلغ يساعد في توفير متطلبات أسرته.
في حين يقول شاب آخر ينقل طلابا بواسطة دراجة مماثلة، إن الطلبة هم من يبحثون عنه توفيرا للمال، فالطالب بدلاً من أن يدفع شيكلين في رحلتي الذهاب والعودة من وإلى المدرسة يدفع شيكلا واحدا، وإذا كانوا ثلاثة إخوة يعاملوا معاملة اثنين.
وأوضح أحمد خليل، أنه ينقل الطلاب منذ سنوات بدراجته، التي صممها لتمنح من يركبها درجات عالية من الأمان، ولم يسبق أن تعرض أي من الأطفال لحوادث، وهي مثل أي شيء يقبلها البعض ويرفضها آخرون.
وبين أن عشرات الدراجات المذكورة تنقل الطلبة، وهي مخصصة لإيصال الطلاب من والى المناطق الريفية البعيدة والنائية ذات الشوارع الترابية، التي يتجنب سائقو السيارات العمومية الوصول إليها.
وطالب الكثير من المواطنين بضرورة وقف استخدام هذه الدرجات كوسيلة نقل، فهي خطيرة ولم تصمم لهذا الغرض، وسط دعوات متزايدة لأولياء الأمور بمنع أبنائهم من ركوبها.
ويقول المواطن خالد طه، إنه في بداية العام الدراسي شاهد دراجة «توك توك» مكتظة بالطلبة، وتسير بسرعة كبيرة وتتمايل، فشعر بغضب شديد، وبدأ يوصي جيرانه وأقرباءه بمنع أبنائهم ركوب مثل هذه الدراجات، ويطالب جميع أولياء الأمور بالحفاظ على سلامة أبنائهم.
وطالب طه بضرورة تخصيص حافلات إما مجانية أو برسوم رمزية لنقل الطلبة، فهي وسيلة مواصلات آمنة، وتحل المشكلة، كما دعا الجهات المعنية بالتدخل لمنع استخدام هذه الدراجات الخطيرة.
في حين يقول المواطن عبد الله موسى، إنه كان يسمح لأبنائه بركوب تلك الدرجات كنوع من توفير الأموال، لكنه اصطحب أبناءه في أحد الأيام إلى مكان توقف الدراجة وشاهدها مكتظة، فقرر منعهم، ويطلب منهم ركوب السيارات. وأشار إلى أن استخدام هذه الدرجات كارثة، ومن الممكن أن تقع حوادث مميتة في أي لحظة، لذلك يجب التدخل من الجهات المعنية ومنعها بصورة فورية.
«الايام الفلسطينية»