امتعاض نيابي .. كيف استطاعت NETFLIX تشويه صورة الاردنيين

عمان1: استنكر رئيس لجنة التربية والثقافة النيابيه الدكتور إبراهيم البدور الفيلم الاردني (جن) والذي أنتجته شركة نت فليكس الأمريكية مؤخرا والذي تم تسريب بعض المقاطع منه على مواقع التواصل الاجتماعي واحتوت مشاهد لا تليق بعادات المجتمع الاردني المحافظ وتقاليده
وطالب البدور الجهات الرقابية الحكومية بالتحرك الفوري بمنع عرض هذا الفيلم وإجراء تحقيق فوري مع الجهات المسؤولة التي قامت بالموافقة واعطاء التصاريح لتصوير مثل تلك المشاهد
وكشف البدور أن لجنة التربية والثقافة النيابية ستقوم بدورها الرقابي وذلك من خلال عقد اجتماع في اقرب وقت بحضور كافة الجهات المعنية بإنتاج الافلام في الاردن ووزيري الثقافة والإعلام للحديث حول هذه القضية وآلية إعطاء التصاريح وإجازة نصوص الافلام عموماً.
وبميزانية ضخمة تلك التي رصدتها شبكة NETFLIX الامريكية لانتاج أول مسلسل عربي على منصتها الاكبر حول العالم لتخرج للعالم العربي بمسلسل "جن” العربي ذو الهوية الاردنية , "جن” و الذي تم تصويره بين مدينتي البتراء و عمان لاقى اعلانه الاول اقبالا كبيرا اعطى بوادر نجاح لاول انتاجات الشبكة في الشرق الاوسط , خاصة بعد تنظيم الشبكة لحفل اطلاق خاص للمسلسل في عمان مساء امس الاربعاء في العاصمة عمان بتغطية واسعة من اكبر الجهات الاعلامية في الاردن و الوطن العربي .
و لكن ساعات قليلة بعد عرض الموسم الاول من المسلسل كانت كافية لبدأ حرب انتقادات واسعة من المتابعين العرب ضد NETFLIX واصفين "جن” بتجربة فاشلة لعكس صورة غربية عن المجتمع الاردني و العربي عامة , خاصة و أن ابطال العمل من فئة المراهقين و الشباب الذي لا تتجاوز اعمارهم الثانية و العشرين .
قصة جيدة و اداء مميز و لكن نحن لسنا في اسبانيا
على الرغم من أن القصة تميل الى الخيال الا انها تبدو مميزة و مشوقة منذ الحلقة الاولى للمسلسل , فاحداث المسلسل التي تبدأ أمام مدرسة طلاب الثانوية المتوجهين الى البتراء في رحلة مدرسية تبدو مرتبة بحرفية في الوقت الذي يأدي معظم الممثلين ادوارهم باتقان رغم أنها التجربة الاولى لمعظمهم , و لكن تبدو تجربة المؤلف ذات جوانب ركيكة و كأنها محاولة فاشلة لاعادة استنساخ مسلسل ELITE الاسباني الذي انتجته الشبكة اواخر العام 2018 بقالب مختلف , فالمدرسة الراقية و الطلاب مختلفي الطبقات داخلها يبدون و كأنهم استنساخ سيء لتجربة المسلسل الاسباني بالاضافة للعلاقات العاطفية بين ابطال العمل و التي لم تخدم النص اطلاقا لتداخلها الغريب و المزعج احيانا .
مشاهدة جنسية و ألفاظ نابية .. لماذا ؟
لن يكون غريبا ان ترى هذه النوعية من المشاهد او الالفاظ في اي من انتاجات NETFLIX الاجنبية خاصة و ان الشبكة باتت من أكثر المروجين لفكرة التعددية الجنسية و اصبح الشذوذ الجنسي عنصرا هاما في اي من اعمالها , و لكن كان صادما ما تحمله الحلقة الاولى من مسلسل "جن” من مشاهدة جنسية و الفاظ اباحية خاصة و ان الكادر التمثيلي أردني بالكامل .
و تبدو محاولة الجهة المنتجة لاظهار الامر من جانبين , الاول و هو اظهار هذه الصورة عن المجتمع الاردني ليبدو الامر و كأنه اصبح امرا عاديا في مجتمع من المفترض ان يكون محافظا و الثاني لقيام ممثلين اردنيين بتقديم هذه المشاهد الجريئة ليبدو و كأن الممثلين الاردنيين ليس لديهم أي مانع من تقديم مشاهد جنسية في اعمالهم و هو ما لم يحدث من قبل في اي عمل سينمائي او درامي اردني .
و لا يبدو ادخال هذه الالفاظ او المشاهد هاما او خادما لنص المسلسل او قصته , فلا المشاهد الجنسية تبدو ذات مغزى حقيقي داخل القصة و لا الالفاظ النابية كانت ذات ضرورة حتمية لاقحامها في النص لتبدو و كأنها محاولة دَس للسم بطريقة لا يمكن وصفها بالذكية اطلاقا .
كبريت اشعلت نارا قد لا تنطفئ
جاء مسلسل "جن” و كأنه محاولة محاولة لبدأ عصر جديد في عالم الانتاج الفني العربي أكثر حرية في طرح ما يريده منتجوه , و على الرغم من وجود عدة شركات انتاج فنية مرموقة في الاردن إلا أن شبكة NETFLIX اختارت شركة كبريت لتنتج لها هذا العمل , و كان اختيار NETFLIX لها ذكيا لتبعد نفسها عن اي مشاكل تتعلق بالتدخل بالنص او المحتوى المقدم و الذي كان قد يشعل خلافا كبيرا بينها و بين اي من الشركات الكبرى في حال تم اختيارها لانتاج العمل خاصة مع الانتقادات الاكيدة التي سيتعرض لها العمل لتأتي كبريت و كأنها الشعلة التي تحرق ما سبق انتاجه عربيا و تبدأ نيران NETFLIX بالمضي قدما في مناطق مختلفة عربيا .
غياب للرقابة و عمل مصرح بانتاجه
و يأتي دور الهئيات الرقابية غائبا في "جن” ليطرح سؤالا هاما كيف تمت الموافقة على انتاج العمل دون الاشراف عليه و التأكد من تبعاته , أو هل قامت الجهات الرقابية للاعمال الفنية في الاردن اساسا بالاشراف على العمل و متابعة النص و اعطائهم التصاريح اللازمة بعد التأكد من مناسبته للذوق العام و عدم خدش صورة الاردنيين ؟
و يبقى السؤال الاهم هل سيمنح صناع العمل التصاريح اللازمة لانتاج موسم آخر منه ؟