لا لحية ولا حجاب.. مطعم بفرنسا يثير غضب عامليه

عمان1:واجه موظفو أحد فروع مطاعم "كويك" أزمة كبيرة مع المالك الجديد، مهدي سماين، الذي استحوذ على المطعم في أغسطس/آب 2025، حيث وجد الموظفون أنفسهم فجأة أمام لائحة داخلية جديدة أراد المالك فرضها، تتضمن قواعد اعتبرت تمييزية تستهدف المسلمين تحديدا.
وقال موقع ميديا بارت إن المالك الجديد لفرع "كويك" في مدينة ميرينياك غرب بوردو بفرنسا أراد أن يمنع نحو 30 موظفا، غالبيتهم من الطلاب ذوي الأصول الأجنبية، يعملون عنده، ارتداء الحجاب في جميع أقسام المطعم، وإطلاق اللحية، واستراحة الإفطار في شهر رمضان، ووضع الحناء على اليدين أو الأظافر، مع التهديد بعقوبات قد تصل إلى الفصل التأديبي.
وقالت مديرة المطعم حياة الغنامي إن هذه الإجراءات تستهدف بشكل مباشر هوية الموظفين الثقافية والدينية، واعتبرت أن المالك يسعى لتغيير طاقم العمل الحالي واستبداله بموظفين "أكثر بياضا"، مؤكدة أن غالبية الفريق شباب من أصول مهاجرة، يعملون بجد في بيئة صعبة دون الحاجة لمثل هذا الضغط التمييزي.

المالك يتراجع
وأوضح ميديا بارت -في تقرير بقلم إيناس بن ناصر- أن المالك لم يتراجع في البداية عن نواياه، بل أرسل تعليمات مباشرة للمديرة يطالب فيها بتأكيد تنفيذ تعليمات الحلاقة، مما زاد التوتر بين الفريق، الذي شعر عدد من أفراده بأنهم مستهدفون بسبب مظهرهم الديني.
ووصف الموظف "مارك" يوم الاجتماع الأول بأنه كان مرهقا بسبب الحديث علنا عن "الملتحين" وضرورة أن يحلقوا لحاهم، واضطر "كارل" للاستقالة في حين قرر "رافئيل" البقاء بعد أن تعرضا لما وصفاها بـ"الإهانات المتكررة" من أحد مساعدي المالك الجديد، كان يعلق بشكل سلبي على مظهر الموظفين.
وعلى إثر نشر هذه المعلومات في الصحافة، تدخلت إدارة "كويك فرنسا" التي أكدت أنها لم تكن على علم مسبق بهذه القواعد، وتواصلت فورا مع المالك ومفتشية العمل، مؤكدة أن أي قيود تتعلق بالمظهر يجب أن تكون مبنية على اعتبارات الصحة والسلامة، لا على أسس دينية أو ثقافية.
وأمام تصاعد الانتقادات، تراجع مهدي سماين عن اللائحة الداخلية الجديدة، وادعى أن الوثيقة "لم تطبق مطلقا"، وأنه أدرك لاحقا أن بعض بنودها "مفرطة"، كما تعهد بإجراء تحقيق اجتماعي محايد من قبل جهة خارجية لتقييم وضع المطعم وتحسينه.
من جهة أخرى، أوضحت المحامية المتخصصة في قضايا التمييز في العمل كلارا غاندين أن ما حصل يعد مثالا واضحا على التمييز المباشر، خصوصا في المناطق المخصصة للموظفين، حيث لا يوجد أي مبرر قانوني لمنع الحجاب أو اللحية.

تحديات في العمل
وأشارت المحامية إلى أن استخدام أقنعة لحماية اللحية أصبح معتمدا في كويك منذ جائحة كورونا، وبالتالي لا يوجد سبب مقبول لفرض الحلاقة، وذكرت بأن القانون الفرنسي لا يسمح بإدخال مبادئ "الحياد" في اللوائح الداخلية إلا بشروط صارمة، أهمها ألا تستهدف ديانة بعينها، وأن تكون مبررة ومتوازنة.
وذكر الموقع بأن هذا التوتر حصل في وقت تسعى فيه سلسلة كويك، تحت ملكية صندوق الاستثمار الأميركي "هاي كابتال" إلى التوسع مجددا في السوق الفرنسية، بعد أن فقدت العديد من فروعها سابقا لصالح "برغر كينغ".
وفي ظل استمرار التوتر داخل المطعم، أعلن الموظفون عن إضراب في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، في وقت ينتظر فيه أن تعرض النسخة المعدلة من اللائحة الداخلية للتصويت أمام اللجنة الاجتماعية والاقتصادية اليوم 29 سبتمبر/أيلول.
وخلص الموقع إلى أن هذه القضية تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الموظفون المسلمون في بعض أماكن العمل في فرنسا، خاصة فيما يتعلق بحقوقهم في التعبير الديني، حتى ضمن بيئات العمل الخاصة، كما تكشف حدود سلطة شركات الامتياز الأم في فرض معايير غير تمييزية على شركائها.

زر الذهاب إلى الأعلى