50 ألفا بلا مأوى في مدينة غزة وسط غارات مكثفة وتحذير من دمار كامل

عمان1:قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي -منذ فجر اليوم الأحد- 18، بينهم أشخاص من منتظري المساعدات بهجمات متفرقة على قطاع غزة، في حين قال مسؤولون في غزة إن 50 ألفا أصبحوا بلا مأوى بعد إنذارات إسرائيلية بالإخلاء والتوجه نحو جنوبي القطاع عبر شارع الرشيد البحري.
يأتي ذلك وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية التي بدأها الاحتلال منذ نحو سنتين، ومساعيه لإعادة احتلال مدينة غزة وتهجير الفلسطينيين منها.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل وتجمعات لمنتظري مساعدات في عدة مناطق بالقطاع.
وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 31 فلسطينيا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم، بينهم 18 في مدينة غزة.
وأوضح مستشفى القدس بقطاع غزة أن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدة أشخاص في غارات إسرائيلية على حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، كما جرح 20 بنيران الاحتلال في محيط شارع 8.
وقال مصدر إن الاحتلال نسف مباني جنوبي مدينة غزة تزامنا مع غارات وقصف مدفعي.
وكان مصدر في جهاز الإسعاف والطوارئ أفاد باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة على خيمة تؤوي نازحين في ملعب فلسطين غربي مدينة غزة.
في غضون ذلك، أفاد مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين غربي مدينة دير البلح وسط القطاع.
وتركزت الاستهدافات الإسرائيلية على مدينة دير البلح وتجمعات منتظري المساعدات في محيط محور نتساريم، مما أودى بحياة 8 فلسطينيين.
وفي محيط نتساريم، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب نقطة توزيع عبر ما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
وأفاد الإسعاف والطوارئ في غزة بأن 4 استشهدوا و25 من منتظري المساعدات أصيبوا بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال مجمع ناصر الطبي إن فلسطينيا استشهد في قصف من مسيرة إسرائيلية وسط مدينة خان يونس في الجنوب، كما استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي على منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس.


تدمير ممنهج
من ناحية أخرى قال مصدر إن جيش الاحتلال دمر بعدد من الصواريخ برج الكوثر السكني في حي الرمال الجنوبي بمدينة غزة، بعد إنذار سكانه.
وأضاف أن الاحتلال أنذر أيضا مدارس تؤوي نازحين في حي تل الهوى بالمدينة تمهيدا لقصفها.
قال الدفاع المدني في غزة إن 50 ألف فلسطيني في المدينة أصبحوا بلا مأوى خلال أقل من أسبوع.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن الاحتلال يواصل سياسات التدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمدينة غزة.
وأكد أن الاحتلال يفتح الجحيم على المدنيين العزّل وليس على المقاومة، كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، وطالب المكتب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وتوفير الحماية للمدنيين.
كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن غزة تدمر بالكامل وتتحول إلى أرض قاحلة ويبدو أنها ستصبح غير صالحة للعيش. وقالت إن "أطفال غزة يتضورون جوعا والعائلات تهجّر قسرا والناس مرعوبون".
وقال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة إن ما يجري في مدينة غزة يمثل "ضربا من الجنون"، وإن المدينة تتعرض لعملية تدمير شامل، حيث دمر أكثر من 70% منها بشكل كامل، بما في ذلك البنية التحتية من مصادر المياه والصرف الصحي، إضافة إلى المدارس التي كانت تُستخدم كمراكز إيواء.
وأضاف أبو حسنة في تصريح أن الخدمات في مدينة غزة متوقفة بالكامل تقريبا، فيما يدفع معظم سكانها إلى منطقة لا تتجاوز مساحتها 15 كيلومترا مربعا.
وقال "لا يعقل أن يحشر مليون فلسطيني في هذه المساحة الضيقة"، مشيرا إلى أن عمليات النزوح تتم تحت القصف والقتل والخوف، بينما يفتقر جنوب القطاع لأدنى مقومات الحياة ولا تتوفر فيه أماكن لإقامة الخيام.
ولفت أبو حسنة إلى أن جنوب غزة يضم حاليا نحو مليون ومئتي ألف فلسطيني على مساحة 35 كيلومترا مربعا، متسائلا: "كيف يمكن استيعاب مليون آخرين في هذه المنطقة، في وقت تمنع فيه إسرائيل دخول الخيام، والأدوية، والمعدات الطبية اللازمة؟".
وحذر من أن الهدف من هذه السياسات هو جعل غزة مكانا غير صالح للحياة، ودفع السكان في النهاية إلى الهجرة عبر البحر أو الجو، بعد أن رفضت مصر بشكل واضح فتح معبر رفح للتهجير.
وأكد أن الأونروا، التي يتواجد لها آلاف الموظفين على الأرض، تراقب الوضع عن كثب وتشهد حجم الكارثة، داعيا إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل "قبل فوات الأوان"، محذرا من أن استمرار الوضع سيجعل الأضرار في غزة غير قابلة للإصلاح.

كاتس يتوعد
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن ما وصفه بالإعصار يستمر في ضرب غزة.
وأضاف كاتس أن برج النور "الإرهابي"، وفق وصفه، قد انهار وأن سكان غزة اضطروا إلى إخلائه والنزوح جنوبا.
وقال "سنواصل إحباط البنية التحتية للمراقبة والإرهاب ونمهد الطريق للعملية البرية، حتى يتم إخضاع (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن".
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت 64 ألفا و803 شهداء، و164 ألفا و264 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 420 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.

زر الذهاب إلى الأعلى