استظل بها النبي وباقية حتى اليوم.. أين توجد الشجرة المعجزة

عمان1:باتت شجرة البقيعاوية المباركة نقطة جذب نشطة للسياح ومرتادي منطقة الصفاوي ولسالكي طريق الصفاوي الأزرق، ولا سيما أن الشجرة المباركة تقع على بعد 15 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من منطقة الصفاوي باتجاه الأزرق.
وتعد هذه الشجرة من أهم المعالم الحضارية والطبيعية الدينية والثقافية في محافظة المفرق، حيث تتوافد أعداد كبيرة من المواطنين على زيارتها لاسيما في فصل الربيع، حيث تتميز المنطقة المحيطة فيها بغطاء نباتي مميز يضيف جمالا آخر لجمال شجرة البقعاوية.
ولا تنقطع شجرة البقيعاوية من الزائرين، حيث تشكل نقطة خضراء مفعمة بالحياة في فصل الصيف وسط أرض عادة ما تكون جرداء ولا سيما في الأجواء الحارة الأمر الذي يشكل نقطة جذب لهواة التصوير.
وأوضح عدد من المواطنين ممن زاروا موقع شجرة البقيعاوية، أنه بمجرد الوصول إلى الشجرة وتلمس أغصانها وأوراقها ينتابك شعور بالطمأنينة والراحة النفسية والرغبة في الجلوس تحتها لساعات طويلة، مشيرين إلى الشعور بالأجواء الباردة والمعتدلة خلال زيارتها في فصل الصيف وما يتضمنه هذا الفصل من درجات حرارة عالية في أغلب أوقاته الأمر الذي زاد من رغبة الكثيرين لزيارة هذه الشجرة في أغلب أوقات العام.
إلى ذلك، قال خبير الآثار رئيس جمعية الآثار والتراث الشعبي في محافظة المفرق الدكتور عبد القادر الحصان، إن شجرة البقيعاوية تسمى بالشجرة المباركة حيث استظل بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان طفلا يافعا وأثناء قدومه إلى بلاد الشام في رحلة تجارة قريش مع عمه أبو طالب إلى بصرى الشام عاصمة الولاية العربية، مشيرا إلى أن هذه الشجرة المباركة والمعمرة منذ مئات السنين تعد معجزة إلهية خالدة عبر العصور التاريخية حيث إنها شجرة ضخمة مخضرة صيفا ونفضية شتاء وهي غير مثمرة كونها تنتمي إلى فصيلة البطم الأطلسي المذكر غير المثمر ويقدر عمرها بنحو 1470 سنة.
وبين، أنه بالاستناد للدراسات العلمية الميدانية والمراجع التاريخية والذاكرة الجمعية للمجتمعات المحلية البدوية عبر التاريخ، فإن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم استظل بالشجرة لأول مرة قبل أن يبلغ عشرة أعوام وذلك ضمن قافلة قريش التجارية الثرية، حيث كانت رحلة قريش شتاء إلى بلاد الشام وصيفا إلى بلاد اليمن.
وأضاف، أن من المعتقد الجازم أن يكون الراهب بحيرى قد شاهد والتقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أثناء رحلته الأولى في هذا المكان المبارك قبل وصوله إلى مدينة بصرى الشام، ولا سيما أن الرهبان المسيحيين وخاصة النساطرة كانوا يتجولون في البادية بعيدا عن أعين المتابعة والملاحقة؛ بسبب الاضطهاد البيزنطي الأرثوذكسي؛ حيث شاهد شجرة مخضرة تحنو على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بأغصانها بحنان ليستظل بها من حر البادية الشديد، ليدرك حينها أنه النبي المنتظر والمبشر به في الكتب، حيث أخبر عمه أبو طالب بضرورة العودة إلى الحجاز وعدم ذهابه إلى بصرى الشام أو دمشق خوفا عليه من اليهود لأنه هو النبي الموعود.
وأوضح الحصان، أن الرسول مر مجددا على الشجرة أثناء رحلته الثانية عندما كان ضمن تجارة قريش في تجارة سيدتنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس عشرة سنة، وكان عمره آنذاك 25 عاما.
وأشار إلى أن العناية الإلهية هي التي حفظت هذه الشجرة المباركة عبر هذه السنوات الطويلة والقاسية ضمن بيئة برية قاسية الظروف مع قلة الأمطار والرطوبة الجوية، لتبقى سليمة مخضرة شاهدة على حادثة تاريخية خالدة عبر العصور.
وأكد، أن شجرة البقيعاوية تعد من أهم المعالم الدينية الإسلامية في محافظة المفرق خاصة والأردن عامة، موضحا أن البقعة الموجودة فيها الشجرة تستجلب مياه الأمطار عبر الأودية والشعاب المحيطة بالموقع لتبقى حولها لمدة ثلاثة أشهر بعد موسم الشتاء من كل عام تستقي منها.
ولفت الحصان إلى رصد الكثير من المواقع الأثرية حول الموقع حيث يوجد موقع مهم فيه مسجد ونقوش إسلامية وصفائية وسريانية متعددة وصلبان حورانية مسيحية خاصة بالسريان المحليين.
يشار إلى أنه يجاور موقع شجرة البقيعاوية نقطة أمنية تقوم على حراسة هذه الشجرة من العبث والتي تم وضع سياج حديدي حولها لهذه الغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى