حرائق كارثية تلتهم آلاف الهكتارات في اللاذقية والأمم المتحدة تدعو إلى دعم دولي عاجل

عمان1:تواصل الحرائق اجتياح مساحات واسعة من محافظة اللاذقية لليوم الخامس على التوالي، ملحقة دمارا هائلا بأكثر من عشرة آلاف هكتار من الأحراج والمزارع، فيما دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز الدعم الدولي لمواجهة ما وصفته السلطات بـ"الكارثة البيئية".
وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أن 28 موقعا في محافظة اللاذقية تحوّلت إلى رماد نتيجة موجة حرائق الغابات المستمرة منذ عدة أيام، والتي أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية في مناطق الساحل السوري.
وأوضح الصالح أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل معاف، وزنزف، وقسطل في ريف اللاذقية، مشيراً إلى أن الحرائق لم تسفر عن خسائر بشرية بين المدنيين، إلا أن عدداً من عناصر الدفاع المدني أصيبوا أثناء أداء مهامهم في إخماد النيران.
وتواصل فرق الإطفاء السورية، بمشاركة فرق من الأردن وتركيا، لليوم الخامس على التوالي، تنفيذ عمليات ميدانية مكثفة برا وجوا للسيطرة على الحرائق. وتركّز الجهود حالياً على منع امتداد النيران إلى محمية الفرنلق، التي تُعد من أكبر وأهم الغابات في سوريا.
وشدد على أن الاستجابة تتم بتنسيق عالي المستوى بين مختلف الوزارات والمؤسسات المحلية، وتشمل استخدام المروحيات في طلعات تبريد دقيقة، إلى جانب عمليات رصد مستمر لامتداد اللهب، دعماً للفرق الأرضية التي تواجه ظروفاً بالغة الصعوبة في تضاريس وعرة ومناطق تحتوي على مخلفات حرب.
وأشار الوزير إلى أن الرياح النشطة والتضاريس المعقدة تشكلان أبرز التحديات أمام فرق الإطفاء، والتي تضم قرابة 80 فريقاً من الدفاع المدني ووزارة الطوارئ والزراعة، مدعومة بـ 160 آلية إطفاء و12 آلية هندسية ثقيلة تستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات بهدف تسهيل الوصول إليها وفتح الطرق أمام عربات الإطفاء.
وقدم الصالح الشكر للأردن وتركيا على مساهمتهما السريعة في جهود الإخماد، موضحاً أن الأردن وتركيا شاركا بـ 20 آلية و71 عنصراً، إضافة إلى 7 ملاحق مياه، و12 فريقاً و20 سيارة نجدة.
وفي ظل تغيرات مناخية حادة، تشهد سوريا موجات جفاف وحر شديد غير مسبوق، ساهمت في تكرار حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد نبهت في حزيران/يونيو إلى أن سوريا "لم تشهد ظروفا مناخية بهذا السوء منذ ستين عاما"، محذرة من أن الجفاف المتفاقم يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.