مساعدات بـ 1.5 مليار دولار ودعوات لحل سياسي في السودان

عمان 1 : تتواصل مبادرات الدول العربية والغربية اتجاه السودان، سعياً لإيجاد حل سياسي للأزمة، مع تعهدات دولية بمساعدات قُدّرت بـ 1.5 مليار دولار لتجاوز تبعات الصراع في السودان والمنطقة.

وتسعى المبادرات المعلنة إلى خفض مستوى التصعيد، وحث طرفي النزاع على الحوار، محذرة من انزلاق السودان وغرقه في دمار غير مسبوق.

تأكيد سعودي

وفي السياق، جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم الإثنين، حرص المملكة على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، ومواصلة سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة.

وقال خلال مشاركته عبر الفيديو في مؤتمر المانحين للسودان رفيع المستوى في جنيف إن "المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة نجحت في التوصل إلى اتفاق طرفي الصراع على إعلان جدة، وما تلاه من هدن إنسانية متعددة، آخرها ما تم الإعلان عنه قبل يومين"، معرباً عن أمله في أن تنجح هذه الجهود في حماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأكد وزير الخارجية، على أن المملكة حكومة وشعباً، وانطلاقاً من مبادئها في دعم وإغاثة الأشقاء والأصدقاء، لم تدخر جهداً في دعم الشعب السوداني الشقيق منذ بداية الأزمة، حيث أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووفق آلياته، وتسيير جسر جوي وصل حتى هذا اليوم إلى 13 طائرة، وكذلك جسر بحري وصل حتى الآن إلى باخرتين حملت على متنها المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، إضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة "ساهم" التابعة للمركز.

وأكد بن فرحان على "أهمية استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية"، مطالباً في هذا الشأن بتعزيز الجهود لحث الجميع على تقديم الدعم اللازم لرفع المعاناة عن الشعب السوداني.

تحذير أممي

ومن جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة، وذلك في مستهلّ مؤتمر تستضيفه جنيف لتنسيق إيصال المساعدات إلى هذا البلد حيث تتواصل الحرب من أكثر من شهرين.

وقال أمام المشاركين في المؤتمر إنّ "حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكاناً لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة".

وأضاف أن "الوضع في دارفور والخرطوم كارثي. القتال محتدم والناس يتعرضون لهجمات في منازلهم وفي الشوارع، خلال أكثر من شهرين بقليل أُرغم مليونا شخص على ترك ديارهم بحثاً عن ملاذ في مناطق أكثر أماناً في السودان أو خارج الحدود، وعبَر ما يقرب من نصف مليون شخص الحدود إلى البلدان المجاورة".

وأوضح "قبل اندلاع هذا النزاع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية. وتصاعد هذا الأمر الآن إلى كارثة أثّرت على أكثر من نصف سكان البلاد. ومن الضروري منع الوضع من التدهور أكثر من ذلك". وأشار غوتيريش إلى أنّ السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو العودة إلى السلام وعودة الحكم المدني عبر الانتقال إلى الديموقراطية.

كارثة إنسانية

وبدوره، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن مصر تقدر الجهود الدولية لدعم السودان، محذراً من أن الأزمة في السودان تنذر بكارثة إنسانية.

وأوضح أن مصر حرصت منذ بداية الأزمة على استضافة السودانيين، وأن القاهرة استقبلت نحو ربع مليون سوداني، مشدداً على تأكيد مصر لأهمية الوقف الكامل لإطلاق النار في السودان، وحث المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية للسودان.

وخلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، بالجهود المصرية حول النزاع في السودان، سواء ما يتعلق باستضافة اللاجئين السودانيين، أو جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، منوهاً إلى الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر إقليمياً ودولياً، ودورها كمحور للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر بمرحلة من الاضطراب، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً هاماً ومقدراً للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.

منح ومساعدات

وفي سياق المساعدات، قال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إنه سيخصص 22 مليون دولار إضافية للاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية في السودان. فيما قالت وزيرة الدولة الألمانية للشؤون الخارجية كاتيا كول، إن ألمانيا تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون يورو إلى السودان والمنطقة حتى 2024.

كما تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات إضافية قدرها 171 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان، حسبما قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور.

وأعلنت دولة قطر كذلك تقديم 50 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في ختام مؤتمر دولي في جنيف خصّص للأزمة السودانية: "اليوم، أعلن مانحون قرابة 1.5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة".

زر الذهاب إلى الأعلى