لامكان يشبه المغرب ولا شعب كالمغاربة

عمان1:-كتب محمد الصبيحي:
في العام ١٩٧٤ ذهبنا لدراسة الحقوق في جامعة محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط وكانوا يطلقون علينا لقب ( الطلبة الشرقيون ) نسبة الى المشرق العربي ، أما كبار السن من المغاربة فكانوا يعتقدون أننا من أهل الديار المقدسة ، ولو ادأننا وضعنا العمائم على رؤوسنا لتبركوا بنا كاننا من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
المغاربة شعب الفروسية والنخوة والكرم ،، شعب مقاتل ولكنه ودود مضياف ولكن عليك الحذر من غضبة المغربي اذا غضب لكرامته أو لدينه او لوطنه أو لعرش بلده .  فكلمة ذم واحدة للمغرب الوطن كفيلة ان تشعل معركة بينك وبين أي مواطن مغربي فهم يجمعون ان المغرب افضل واجمل واطيب مكان عل. وجه الارض 
لم يكن الشعب المغربي وحده وبمختلف فئاته وطبقاته كريما مضيافا معنا وانما الحكومة المغربية ايضا أصدرت تعليماتها الى وزارة التعاون الخارجي بصرف منحة مالية شهرية لكل طالب أردني مسجل في جامعة مغربية حتى التخرج رغم أننا لم نطلب ولم يكن هناك أي برنامج  لتبادل منح جامعية مع وزارة التربية والتعليم الاردنية بل وكان غالبيتنا من عائلات ميسورة نوعا ما .
أما في الجامعة والحي والشارع فقد  لمسنا الاحترام الزائد لنا كأردنيين إذ كان المغاربة غالبا ما يشيرون ويشيدون بالعلاقة بين الملكين الحسن الثاني والحسين بن طلال رحمهما الله .
وكان وما زال شوق المغاربة الى المشرق العربي طاغيا وهم يتناقلون ذكريات التاريخ لمغاربة شكلوا كتيبة مقاتلة في جيش صلاح الدين دخلت معه عبر ابواب القدس فسمي الباب الذي دخلته الكتيبة بباب المغاربة وما زال يحتفظ باسمه وعبق التاريخ فوق حجارته الى اليوم .
درسنا في كلية الحقوق على يد اساتذة عباقرة في القانون ،، كيف لا وتراث المغرب الفقهي نافس بغداد العباسيين في الشرع والفقه وعليهما قامت اسس القانون المدني العربي .
وتخرجنا وعدنا الى الاردن يشدنا الحنين الى المغرب ليرجع غالبيتنا زائرين  ،، والحق ان من عايش المغاربة واستنشق هواء المغرب وتمشى فوق رمال شواطئه الساحرة لا بد أن يرجع .
لا  أحد يستطيع تلخيص جواب على سؤال : كيف وجدت المغرب ؟؟ فالتنوع الاجتماعي المتعدد المميز يحتاج الى معايشة وتمعن أما التضاريس فمتنوعة بدرجة مدهشة من صحراء شاسعة  الى شواطئ تمتد مسافة ٣٤٠٠ كم الى سهول تتخللها انهار ثم غابات غناء تمتد عبر سلسلة جبال الاطلس  وبحيرات وسدود وشبكة مواصلات حديثة واسعة  ونظيفة و منتظمة .
إن الحديث عن المغرب يمكن ان يملأ مجلدات وانما اقول المثل (الشوف مش مثل السمع ) فلن تعرف المغرب حتى تراه بأم عينك وتأكل طعام المغاربة وتستنشق هواء جبال الأطلس .
هذا ليس الا مختصر ذكريات بعد أن توقف عبور الصواريخ فوق رؤوسنا .المصدر عمون

زر الذهاب إلى الأعلى