وثيقة السلط وقرارات مجلس الأمن

عان1-كتب محمد الصبيحي:
ما هو وجه الشبه بين وثيقة السلط الشعبية وبين قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية؟؟.
قرارات مجلس الامن الدولي غير ملزمة ولم يتمسك بها غير العرب الضعفاء، وثيقة السلط أيضا لم يلتزم بها غير الفقراء ومن دخله على ( قد حاجة بيته ) بينما يتباهى الاغنياء وطلاب ( الشيخة ) الجدد في خرق الوثيقة والتنافس في عدد المناسف وجموع المدعوين .
بعبارة اخرى فالولايات المتحدة الامريكية تعلن الفيتو رسميا على قرارات مجلس الأمن ،، ويعلنه الاغنياء على وثيقة السلط ضمنيا وعمليا .
قرارات مجلس الامن تتكرر بنفس الموضوع ثم توضع على الرف ، وكذلك وثيقة السلط الصادرة عام ١٩٨١ يتكرر الحديث حولها والمطالبات بالألتزام بها دون جدوى الا في بعض المظاهر والعادات .
ومثلما يلجا العرب الى مجلس الأمن مجددا لتجديد القرارات السابقة ،، يفكر ويخطط مجموعة من ابناء السلط _ بحسن نية وتحمس للدفع نحو الالتزام الجماعي ببنود الوثيقة _ بتجديد مضمونها واشهارها بوجه جديد تحت رعاية ومشاركة دولة فيصل الفايز رئيس مجلس الأمة وسعادة أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب والتوقيع عليها بجانب تواقيع من يرغب من وجهاء المدينة .

لاننكر ان النوايا نقية ولا نعيب على أحد سعيه لإشهار الوثيقة على مستوى المملكة ، ولا نحاول أبدا اسكات الرأي الأخر ولكن نقول ويقول المثل الشعبي ( من كبر حجره ما ضرب ) والعادات الأجتماعية لا تتغير بالوثائق والأوراق وإنما تتغير ببطء مع التربية والثقافة وممارسات كبار القوم على أرض الواقع .
لقد خلق الله التفاوت بين الناس في الارزاق والعلم فما هو المبرر لتحرم غنيا واسع الرزق من الانفاق على مناسبة فرح حتى لو أولم بألف منسف، دعه ينفق فانفاق الاغنياء يحرك الدورة الاقتصادية في السوق ، ودول كثيرة غنية تلجأ للانفاق إذا ظهرت علامات الركود الأقتصادي،

ايها السادة دعوا الاغنياء ينفقون في الافراح والاتراح بدل اكتناز الاموال في الخزائن والبنوك ،، فالله سبحانه وتعالى يحاسب كل واحد في ماله وأين أنفقه .
شخصيا أرى في بعض بنود الوثيقة ما يسر البخلاء الاغنياء ، ويقيد الأغنياء الباحثين عن الشهرة والجاه ،، لذا فانا اكره البخلاء ولا احب سرورهم من بعض بنود الوثيقة ،، أما طلاب الشهرة والجاه فهم أحرار وهذه طبيعة البشر حين يغطي المال على قلة العلم وقصور النسب.
اخيرا فالوثيقة صدرت قبل ٤٥ عاما وحققت نجاحا محدودا ولنحافظ عليها ما أمكن ولا داع لإجتماعات ومؤتمرات شعبية وتواقيع ورعاية رسمية ._ مع تاكيدنا على احترام مقام وقدر دولة الرئيس فيصل الفايز وسعادة الرئيس احمد الصفدي ، فالسلط تتشرف بتشريفهما في كل حين _ فلن تغير الاوراق شيئا يذكر ، ولن نستطيع جعلها وثيقة التزام وطني شامل من العقبة الى الرمثا ، ورحم الله إبن خلدون عالم الاجتماع العربي العبقري ولو أنه عاش معنا لقال كلمته ووضع الوثيقة في ميزان علمه وأصدر شهادة ودمغة ذهبية فوقها لتحفظ في سجل الذكريات .
نحن نتحاور في السلط كعادتنا بكل احترام ومحبة وبحسن نية وايجابية في المسعى فنحن شباب السلط أول من انشأ منتدى ومنبرا للحوار السياسي في المملكة ( منتدى السلط الثقافي ) ، وأول من حرك المياه السياسية الراكدة تحت وطأة الاحكام العرفية ، حين اطلق شباب السلط عام ١٩٨٩ أولى الحوارات السياسية العامة وأول مناظرات سياسية بين المرشحين لمجلس النواب في تاريخ الشرق الاوسط وكسروا الاحكام العرفية وانطلق قطار الديمقراطية من السلط بمباركة وتأييد من جلالة الحسين طيب الله مثواه .المصدر عمون

زر الذهاب إلى الأعلى