د سلطان العطين يرد على العناني

عمان1-كتب د سلطان العطين :
في لحظةٍ يقف فيها الدم الفلسطيني شاهدًا على أبشع صور العدوان، ويئنّ فيها وجع غزة تحت أنقاض الذاكرة والكرامة، يخرج صوتٌ أردني رسمي سابق، في مقابلة على شاشة الاحتلال، ليتحدّث عمّا لا يقال، ويُمنَح منصة لم يُمنحها أصحاب الأرض والحق ، إنّ ظهور الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، في مقابلة حصرية مع الصحفي روعي كايتس، مسؤول الديسك العربي في هيئة البث الإسرائيلية “كان 11”، في هذا التوقيت الذي ما تزال فيه رائحة المجازر تملأ الأفق، هو موقف مرفوض أخلاقيًا ووطنياً، ويبعث برسائل خاطئة، كأنّ الجرح قابلٌ للتفاوض، وكأنّ السيف والدم يمكن أن يتصافحا.
الحوار مع من يواصل القتل والتهجير، هو تطبيع ناعم يتجاوز السياسة إلى خيانة الذاكرة، ويمسّ بموقف الأردن الشعبي والرسمي الراسخ في دعم الحق الفلسطيني. في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الأردني من رجالاته السابقين أن يكونوا منارات للمبدأ، لا منصات للخصم، يأتي هذا الظهور ليدفع نحو سؤال الوعي والموقف والمسؤولية إنّنا نرفض هذا النوع من الحوارات، التي لا تتم بين خصمين متكافئين، بل بين الجلاد وصوتٍ من ضمير الصامتين، فالحوار الذي يجري تحت وقع السيف، لا يُسمّى إلا خنوعًا في حضرة القتل