افتتاح الطريق السريع الى الجنة

عمان1- كتب المحامي محمد الصبيحي:
أثار خطيب الرعب في قلوب السامعين بالاسترسال في وصف جهنم وأهوالها وسكانها حتى خيل الي أن على جميع الحضور مراجعة طبيب نفساني للعلاج من اثر الصدمة.
لا داع لمراجعة الطبيب ولنكتفي بسلوك اتوستراد الطريق السريع الى الجنة.
بداية فان حسابنا الجاري المفتوح مكشوف فقد تجاوز حساب السيئات اليومية حساب الحسنات رغم أن الحسنة بعشر امثالها والسيئة بمثلها فقط.
لا بأس فإن أول إشارة إلى طريق الجنة قوله تعالى (إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) اذن فالشرك بالله يعيدك من اول خطوة تحاول ان تخطوها عبر الاتوستراد، هذا تحذير فالشرك يجعل كل عمل جيد صالح تقوم به هباء منثورا، مجرد عمل استعراضي دعائي في الدنيا لن يمنحك بطاقة العبور عبر الطريق السريع.
تمام؟ خط بطاقة التوحيد وتمسك بها من أول الطريق ثم استمر بالسير مجانا.
امامك لافتة تنبيه مضيئة لمن ارتكبوا خطايا كبيرة واستحقوا عليها جهنم الحمراء فبعد تعداد تلك الخطايا جاء قوله تعالى (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾
[ الفرقان: 70]
ليست مغفرة فحسب وانما ايضا استبدال السيئات بحسنات لذلك كانت هذه اللافتة بارزة على الطريق لا تغيب الا عن نظر اعمى القلب، هي هنا محطة أو حالة استثنائية، كانما هي فرصة امتحان جامعي لطلبة لرفع المعدل العام من سالب الى موجب فلا تدعها تفوتك.
واصل السير وتستطيع الان ان تزيد سرعتك لا يوجد شرطة مرور، فقط يوجد رادار خاص بك يقول لك اسرع اكثر فالسرعة الزائدة ليست مخالفة انما التوقف هو المخالفة، اسرع فليس لديك وقت طويل.
تزويد مركبتك بالوقود ضروري، تذكر ان وقودها الصدقة والا ستضطر للقول (رَبِّ لَوْلَا أَخَّرتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين).
واصل السير لتشاهد لافتة البشرى في قول رسول الله عليه الصلاة والسلام (من قال أمنت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة).
اتوستراد الجنة السريع ايها السادة لا يحتاج الى صيانة وانما نحن من نحتاج الى صيانة ذاتية تؤهلنا لاستكمال متطلب المرور، وهو متطلب سهل لولا النفس الأمارة بالسوء وكثرة شياطين الانس والجن.
الطريق سهل والاتوستراد واسع ولكن المؤسف ان الغالبية العظمى من البشر اختارت الجلوس على الشاطئ خارج الاتوستراد بانتظار تسونامي جهنم.المصدر عمون