عد الى احضان الوطن يا باسل

عمان1- كتب محمد الصبيحي:
ستوقفني بين حين وأخر ملف شباب يغردون من خارج الوطن واعتقد أن غالبيتهم يؤمنون بقداسة تراب الوطن غير ان لكل منهم ظروفه واراءه وموقف سياسي أو أجتماعي دفعه للخروج والتعبير عن بعد ،، يشتط احيانا بغضب دفين او يأس مكنون او ظلم لا يستكين ، ويعود أحيانا الى دفء الحنين لوطن جميل ثمين يحول بينه وبين الرجوع الى حضن الوطن أسباب أو مخاوف مشروعة.
ان التمتع بحرية التفكير والموقف دون قيود أو ضوابط أشبه بذاك الرجل الذي تاه في الصحراء حتى كاد ان يقضي من الظمأ فلما وجد الماء اندفع يغب الماء غبا بلا ترو فاختنقت انفاسه فسقط ميتا.
هكذا يجب أن تكون السياسة معارضة بقدر وحكمة وموالاة بترو وتفكير ولكل من الحالين ظروف ومتغيرات تفرض نفسها ،، ففي وقت الرخاء تعلو اصواتنا وتتقاطع أراؤنا وفي وقت الضيق والخطر لا فرق بين معارضة وموالاة في خندق الدفاع عن الوطن.
أبناؤنا في الخارج ليسوا معارضة عدمية ولا هم مارقون كفرة ولا الوطن عاجز عن ضمهم الى صدره ، ولم يعرف للنظام السياسي الاردني معارضة اردنية في الخارج بمفهوم التنظيم السياسي الخارجي وكان دائما قادرا على استيعاب الغاضبين والمظلومين وحتى المخدوعين ببريق الحرية بلا حدود.
أخر اصدقائي المعارضين في الخارج الكاتب السياسي باسل الرفايعة صاحب القلم اللاذع غرد اخيرا على منصة ( إكس / تويتر ) يقول :
( المتعوس متعوس لو حطوا على رأسهِ فانوس" أو منحوه جنسيةً أميركية. يعيشُ تعيساً بما تمنّاه، وسعى إليهِ سَعْيَ الطيرِ إلى سهم الصيّاد، فالبلادُ، أيُّ بلاد ملاذٌ أو مزبلة.
هذه أميركا، الفخُّ الذي لهثتُ إليه، وقصَّ جناحيَّ، وأطبقَ على العنق، فلا الصوتُ أفلتَ من الحنجرة، ولا القمح كان يستحقُّ هذه الخديعة..!.).
اقول لك يا صديقي : أن تكون مظلوما أو مكبوتا في وطنك خير الف مرة من حرية مشردة في شوارع غريبة باردة لا رائحة الخبز البلدي فيها ولا شربة ماء من نبع غزير ولا جمال التفافنا حول منسف يعبق بعبير لبن الجميد الكركي والسمن البلقاوي ، وسنتكلم ونعارض الخطأ والفساد أينما وجد ،، سنكتب من داخل الوطن ونرفع صوتنا من على منابر اعلامه ولن نخرج الى تلك البلاد البعيدة والسراب الخادع.
عد الى وطنك وبيتك يا باسل ولا تخف فصدر الوطن حنون والتسامح شيمة لاتنقطع ولا تغيب عند الهاشميين ... عودوا جميعا فالوطن بحاجة لنا جميعا اليوم قبل أي وقت مضى.المصدر عمون

زر الذهاب إلى الأعلى