50 ألف حيوان أليف مهدد بالموت جوعا في ووهان الصينية

عمان1:في أعقاب تفشي فيروس كورونا، واجهت الصين الكثير من المشاكل الصحية والاقتصادية والسياسية، ولكن الآن سُلطت الأضواء على مشكلة أخرى، وهي تضور آلاف الحيوانات الأليفة جوعا في ووهان، وهي عالقة داخل المنازل في غياب مالكيها، الذين لم يُسمح لهم بالعودة إلى المدينة بعد تفشي الفيروس.
وباتت ووهان عاصمة مقاطعة هوبي، قيد الحجر الصحي بعد اكتشاف الفيروس لأول مرة، منذ 23 يناير، ومع مغادرة العديد من السكان إلى أجزاء أخرى من البلاد لحضور احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة، تركت الحيوانات الأليفة عالقة دون رعاية.
ووفقا لصحيفة ”نيوزويك“ الأمريكية، أودى الفيروس القاتل بحياة 304 أشخاص على الأقل في الصين حتى الآن، حيث تم الإبلاغ عن 14111 حالة في البلاد وتأكيد 146 حالة في 23 دولة خارج الصين، وفقا لأحدث تقرير صدر اليوم الثلاثاء، عن منظمة الصحة العالمية، والتي أعلنت حالة طوارئ عالمية بسبب انتشار الفيروس يوم الخميس الماضي.
وحسب متطوع محلي يُعرف باسم لاو ماو، والذي يتجول في المدينة للمساعدة في تحرير أي حيوانات أليفة عالقة في المنازل، هناك ما يصل إلى 50 ألف حيوان أليف قد تُركت بمفردها في منازلهم في ووهان، بناء على عدد السكان الذين غادروا المدينة، والتي تضم ما يقدر بنحو 11 مليون شخص.
وبحسب التقارير المحلية، يطلب العديد من مالكي الحيوانات الأليفة، الذين تعرضوا للحجر الصحي أو تقطعت بهم السبل في جزء آخر من البلاد بعد انتشار الوباء، من لاو ماو وغيره على مواقع التواصل الاجتماعي المساعدة في إنقاذ حيواناتهم الأليفة باستخدام الهاشتاغ ”أنقذوا الحيوانات الأليفة العالقة في ووهان“ على منصة ”ويبو“ الاجتماعية الصينية.

وقال لا ماو ”تقديري هو أن هناك حوالي 50 ألف حيوان أليف عالقة وقد تموت جوعا في الأيام المقبلة“.
وأوضح ”نجح المتطوعون في فريقنا، بمن فيهم أنا، في إنقاذ أكثر من 1000 حيوان أليف منذ 25 يناير“، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الكشف عن اسمه الحقيقي؛ لأنه لا يريد أن تعرف عائلته أنه يتجول في المدينة.
وقال دو فان، رئيس جمعية حماية الحيوانات الصغيرة في ووهان ”إذا لم نقدم المساعدة، لتحللت الكلاب والقطط في المنازل قبل أن يعود أصحابها، فمن مسؤوليتنا مساعدة الحيوانات“.
وبحسب ما ورد، ساعدت الجمعية مئات الحيوانات التي تُركت مهجورة منذ 23 يناير بعد أن اتصل بها أصحابها لتحديد مكان حيواناتهم الأليفة، ويقال إن المنظمة تلقت اتصالات من أكثر من 700 أسرة تطلب المساعدة، ويقدر عدد القطط والكلاب الأليفة في ووهان بين 600 و800 ألف.

ومع ذلك، اشتكى المتطوعون من صعوبة الوصول إلى الحيوانات مع إغلاق العديد من المنازل في المدينة، وقالت الجمعية في بيانها ”لقد ساعدنا أكثر من 600 حيوان أليف منذ الأسبوع الماضي، معظمها تركت وحبست في الشقق قبل تطبيق الحجر الصحي، ومن الصعب جدا تحريرها؛ لأنه لا يُسمح لنا بالدخول إلى شقق الخاصة دون إذن“.
وأوضح ”حتى الآن، من الصعب على المتطوعين إثبات أنهم مفوضون من أصحاب المنزل، لذا حاولنا تحرير الحيوانات متى أمكن، وإطعام الحيوانات التي لا يمكن تحريرها“.
يذكر أن الحكومة الصينية طلبت من السكان في جميع أنحاء البلاد التخلص من حيواناتهم الأليفة، كما حذرت السلطات من ضرورة عزل الحيوانات المعرضة للإصابة بالفيروس.
وفي حديثه إلى ”نيوزويك“، قال المتحدث باسم جمعية الرفق بالحيوان الدولية ”هناك تقارير في بكين وتيانجين وشاندونغ وهيلونغجيانغ وخبي وووهان وشانشي وشنغهاي، عن أوامر الحكومة المحلية بإعدام كلاب الشوارع خوفا من أن الحيوانات قد تنقل فيروس كورونا، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا يوجد دليل على إصابة الكلاب الأليفة أو القطط بالفيروس، فقد نفى الخبراء في الصين مزاعم نقل الكلاب والقطط للمرض“.

وأضاف ”تحث جمعية الرفق بالحيوان الدولية أصحاب الحيوانات الأليفة حول العالم على عدم التخلي عن حيواناتهم الأليفة كرد على هذا التفشي، وفي تلك الأثناء، ينقذ النشطاء في الصين الحيوانات الأليفة المهجورة ويبلغون الجمهور بأن الكلاب والقطط لا تشكل خطرا، وقد دعمت منظمة الرفق بالحيوان الدولية الجماعات الصينية في تنسيق جهود التوعية العامة منذ انتشار كورونا في ووهان“.
يذكر أن جمعية الرفق بالحيوان الدولية تقدم المساعدة للجمعيات المحلية التي أنقذت الكلاب المهجورة في الصين من خلال شريكها المحلي ”فشين“، وهي مجموعة صينية لحماية الحيوانات.
وتابع ”لحسن الحظ، بالمقارنة مع اندلاع السارس في عام 2003، يبدو أن هناك الآن شعورا عاما أكبر بعدم التخلي عن الحيوانات الأليفة وإعدام كلاب الشوارع، ولذا نأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من أعمال التعاطف تجاه هذه الحيوانات“.

زر الذهاب إلى الأعلى