قطاع الالبسة بالأردن على مفترق طرق : الناس ما معها

عمان1:قال ممثل قطاع الألبسة في غرفة تجارة الأردن أسعد القواسمي، إن المؤشرات الحالية في الأسواق تدل على ضعف الحركة الشرائية لعيد الأضحى المقبل، بسبب استهلاك المواطنين لرواتبهم قبل العيد.
وأكد القواسمي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، أن الأسعار حاليا من أفضل الأسعار وادناها، وأن انخفاض أسعار الملابس، "جاء من جيبة التاجر وليس من الحركة الشرائية". 
وتحدث عن انخفاض أسعار الألبسة في الأسواق استعداداً لعيد الأضحى بنسبة ١٥_٢٠٪ عن الأعوام السابقة، ورغم ذلك أكد أن التاجر لم يعد يعول على مواسم الأعياد لتسديد إلتزاماته. 
وتحدث عن المعيقات التي تحد من الحركة الشرائية ومن أبرزها البيع الإلكتروني وعشوائية الأسواق التجارية والتراخيص، بالإضافة إلى الرسوم والجمارك التي وصلت إلى ٤٨٪ وضعف التسوق السياحي. 
وبين أن حجم الاستيراد لقطاع الألبسة والأحذية انخفض خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي ٢٠ مليون دينار عن العام السابق ليصل إلى ١٢٠ مليون دينار.
وتظهر أرقام دائرة الإحصاءات العامّة أنَّ سلّم الإنفاق للعائلة الأردنية ذات دخل أقل من 2500 دينار سنويًا (وهي الفئة الأقل دخلًا حسب تصنيف الدائرة) يبدأ بمجموعة السلع الغذائيّة ومن ثم (المسكن والمياه والكهرباء والغاز) ثم الصحّة، ثم النقل، ثم الاتصالات، ومن ثم سلع أخرى، ثم الألبسة والأحذية. أي أنَّ الإنفاق على الملابس والأحذية على الدرجة السابعة في سلّم الانفاق. وتتفاوت درجة الإنفاق على الملابس والأحذية للدخول الأعلى من 2500 لكنها تتراوح بين المرتبة الثالثة والرابعة بعد مجموعة السلع الغذائيّة، ومن ثم (المسكن والمياه والكهرباء والغاز)، والنقل/الصحة.
وارتفعت تكلفة الألبسة والأحذية المستوردة بسبب إضافة رسوم تبلغ 5% على التكلفة فيما يعرف بـالخدمات الجمركيّة التي أقرت العام الماضي. «رفعت شوي من قيمة الرسوم، التاجر بيتحمل هذه الضربات والمصاريف العالية لاستمراريته، التاجر عنده مشاكل كثير مثل البيع الإلكتروني»، يقول القواسمي.
وتظهر أرقام دائرة الإحصاءات العامّة عن العامين 2017 و2018 أنَّ معدل صرف الأسرة في إربد مثلًا على الملابس والأحذية سنويًا يبلغ 531 دينارًا، لكن هذا الرقم بعيد عمّا أنفقه متقاعد الجيش عبد الهادي الزعبيّ، الأب لأربعة أطفال. «اشتريت لاثنين قبل رمضان الماضي، واثنين اشتريتلهم عالراتب هاظ، البنات الثنتين كلفوني ستين ليرة والولاد الثنين أربعين».
ويتقاضى الزعبي راتبًا مقداره 350 دينارًا. لم يشترِ هذا العيد ملابسًا لنفسه كما يقول، ولم تشتر زوجته كذلك، التي يقول إنها «والله من سنة ما شافت [الملابس الجديدة]». اشترى الزعبي آخر ملابس جديدة قبل عام، «هاظ [القميص] بثلاث ليرات، وهاظ [البنطلون] بخمسة». وكان الزعبي رفقة الشاب أحمد فريوان، يقفان أمام أحد مولات جنوب إربد «بطلّع ميّة، ميتين، ميتين وخمسين [بالشهر] عندي ولدين وبنت، والله ما عيدتهم، والله ما اشتريتهم ولا راح اشتريلهم، من وين؟»، يقول فريوان الذي يعمل في الباطون ونقل الطوب أو الرمل.
وبعد أكثر من ساعةٍ من مراقبة الداخلين والخارجين بدون شراء على أحد محال بيع الألبسة التي يمتلكها التاجر جمال صقر في جبل الحسين، يقول صقر «الناس ما معها، وما بتفوت على المحل، ولو فاتت، بتوصل للي بدها إياه وتتراجع لأنو الإمكانية إلي بين إيديها محدودة».

زر الذهاب إلى الأعلى