المسطحات المائية تحصد أرواح 87 شخصا

عمان1:رغم أن حوادث الغرق تُعتبر من الحوادث الموسمية، والتي تزداد خلال فصل الصيف، إلا أن نتائجها سلبية، لا بل ومؤلمة، يذهب ضحيتها الكثير من المواطنين، نسبة ليست بسيطة منهم أطفال، ناهيك عن تعرض البعض إلى إصابات بليغة.

ولقي 87 شخصًا في الأردن مصرعهم، خلال 18 شهرًا، جراء حوادث غرق مختلفة، فيما يرجع مختصون السبب الرئيس لمثل هذه الحوادث إلى ممارسات غير مسؤولة أثناء ارتياد التجمعات والمسطحات المائية.

وبينما يقول هؤلاء المختصون أن حوادث الغرق تُعتبر ثالث أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمّدة في جميع أنحاء العالم، حيث تقف وراء 7% من مجموع تلك الوفيات، أوجدت المديرية العامة للدفاع المدني فرق إنقاذ مائي تتواجد بكل مواقع المسطحات المائية في المملكة.

وتعاملت المديرية العامة للدفاع المدني خلال النصف الأول من العام الحالي مع 19 حادث غرق، نتج عنها وفاة 11 شخصًا، وإصابة 28 آخرين، فيما تعاملت العام الماضي مع 97 حادث غرق، تسبب بوفاة 76 شخصًا وإصابة 42 آخرين.

وأوضح مدير الإعلام والتثقيف الوقائي الناطق الإعلامي بـ”الدفاع المدني” المقدم إياد العمرو أن حوادث الغرق تعتبر من الحوادث الموسمية، التي يذهب ضحيتها العديد من الأشخاص لاسيما مع بداية فصل الصيف من كل عام، عازيًا سبب ذلك إلى "ممارسة سلوكيات وتصرفات غير المسؤولة من قبل البعض أثناء ارتياد التجمعات والمسطحات المائية المختلفة”.

وقال، في تصريح له إن خطر هذه الحوادث يكمن في أن نتائجها تكون مؤلمة في العادة وفورية، إذ أن الشخص الذي يتعرض للغرق قد يفقد حياته خلال دقائق معدودة. 

وأضاف العمرو أن الدفاع المدني عمل على إيجاد فرق إنقاذ مائي تتواجد بكل مواقع المسطحات المائية في المملكة أيام العطل سواء أكانت أسبوعية أو رسمية، والتي عادة ما يكثر فيها ارتياد المواطنين والمتنزهين إليها، حيث تقوم هذه الفرق بدور إرشادي توعوي في المواقع، فضلًا عن التعامل المناسب مع أي حادث غرق قد يقع. 

ودعا المواطنين إلى ضرورة إتباع الإرشادات والتعليمات الوقائية، التي تحد من وقوع حوادث الغرق، بالإضافة إلى تجنب السباحة العشوائية في الأماكن غير المخصصة للسباحة كالسدود والبرك الزراعية وقنوات المياه الجارية، وغيرها من الأماكن المائية المشابهة.

وأكد العمرو ضرورة إغلاق كل أماكن تخزين المياه داخل المنازل كالآبار والخزانات وعدم تركها مكشوفة، ومراقبة الأطفال وعدم السماح لهم بالاقتراب من التجمعات المائية أو السباحة فيها، حفاظًا على حياتهم، داعيًا إلى عدم القيام بعملية الإنقاذ العشوائي والتي قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى تعرض أكثر من شخص لخطر حوادث الغرق.

من جهته، بين النائب الحالي حسن السعود "أن الغرق يعتبر ثالث أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمّدة في جميع أنحاء العالم، حيث تقف وراء 7% من مجموع تلك الوفيات”.

وقال إن التقديرات العالمية تشير إلى وقوع نحو 388 ألف حالة وفاة جرّاء الغرق كل عام في شتى أنحاء العالم، فيما تُعتبر فئة الأطفال هي أكثر الفئات عرضة لمخاطر الغرق، مضيفًا أن حوادث الغرق تعتبر السبب الأول لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم.

وأشار السعود، أستاذ التربية الرياضية في الجامعة الأردنية، إلى أنه ورغم الإرشادات والتحذيرات بعدم السباحة في أوقات معينة، وعدم السباحة في الأماكن غير المخصصة، مثل قنوات المياة والبرك الزراعية بمناطق الأغوار، إلا أن البعض يهمل هذه التعليمات، ما يؤدي إلى نتائج وخيمة لا ينفع الندم عليها.

وأوضح أنه غالبًا ما يدفع الأطفال الضريبة بسبب السباحة في أماكن غير مخصصة لهم، فضلًا عن عدم مراقبة الأهل لهم في تلك الأماكن، لافتًا إلى أن البعض قد يدفع ضريبة ذلك حياته، بسبب خوض غمار رياضة السباحة لمسافات طويلة في عمق البحر، ما قد يؤدي لجهد عضلي لا يمكنه من العودة إلى الشاطئ.

وتطرق السعود إلى نصائح ينبغي الالتزام بها أثناء السباحة، مثل: اتباع تعليمات السلامة العامة، السباحة في الأماكن الآمنة التي يتوفر فيها المنقذ، عدم السباحة بعد تناول الطعام مباشرة، عدم التدخين قبل السباحة، عدم ترك الطفل يسيح أو يلعب بالماء لوحده، ارتداء السترة الخاصة بالسباحة أو الوسائل الأخرى المساعدة والآمنة، عدم السباحة لوحدك، واخيرا ارتداء اللباس الخاص بالسباحة، وعدم السباحة بالملابس العادية.

زر الذهاب إلى الأعلى