المتسوق الخفي لمعاناة البسطاء في ظل حكومة الرزاز

عمان1:في ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم ...كان يرابط هذا الشخص مرتدياً الشماغ الأحمر يبحث في حاويات القمامة عن لقمة العيش لعائلته التي تنتظر منه جلب ما يسد رمقهم في أيام رمضان الفضيل .

أكثر ما استهواني في مشهد هذا الشخص انه يبحث عن مخلفات الطعام في ساعات متأخرة من الليل ، وبالكاد عندما تقترب منه أن يريك وجهه وأنت تتحدث إليه ، في رسالة أن الصمت ابلغ من الكلام ، ناهيك عن " العكاكيز " التي يركنها على جانب الحاوية ، أي انه يعاني من إعاقة الى جانب عوزه واحتياجه.

" المتسوق الخفي " كان الأجدر تكليفه بالوصول إلى هؤلاء الذين ما زالوا يبحثون عن لقمة العيش في حاويات القمامة بدلا من ملاحقة موظفي الوزارات والمؤسسات الدوائر الحكومية 

يا حكومة الرزاز...لقمة العيش صعبة. وهي اختصار لمعاناة البسطاء على "رصيف الفقر".. فهي واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار الحكومات السابقة وحكومتكم الحالية، وسلّمت نفسها مجبرة لقسوة الحياة، ومشقة البحث عن "مصروف يومي" تسد حاجتها، وتكفيها مذلة السؤال.

"فئة معدمة" تخرج من بيوتها المتهالكة ، وهي تحمل جراحها وآهاتها بحثاً عن "أي شيء" يشعرها أنها باقية على قيد الحياة، وأنها ماضية لتعود، وبعيدة لتقترب من الفقر أخاً وصديقاً يواسيها بآلامه، وقسوته، وحرمانه، ثم تبقى مع كل ذلك تنتظر "لحظة التغيير" التي غابت عن الوجود، والوجوه، والظهور، وكأن الزمن يدور بعقارب صامتة، ومحزنة، وربما مخجلة.

نتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية تكليف " باحث خفي " لكسر حواجز الكرامة لمثل هؤلاء ، ودراسة أوضاعهم المعيشية للوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يواجهها المواطن الأردني.

زر الذهاب إلى الأعلى